أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : حالة من الفتور والملل وشرود الذهن
سادتي الأفاضل: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ها أنا أكتب إليكم مجددا، وما شجعني هو جميل ردكم وسعة صدركم وحبي الكبير لكم، وأستئذانكم في عرض مشكلتي:
فجأة وبدون مقدمات شعرت بحالة من الملل والقرف والإحباط واليأس، أصبحت أكره عملي وأسرتي وكل شيء، لا أحب أن أخرج من المنزل، أشعر أني تائه وحيران، حتى صلاتي أؤديها بفتور، وزادت عصبيتي وتوتري بطريقة كبيرة، ما عاد شيء يفرحني، ولا أهتم لأي شيء، لا أدري ماذا أفعل؟!
الحمد لله رب العالمين حالة من الفتور وشرود الذهن ووهن في البدن، وأفتقد التركيز مع ميل للعزلة؛ حتى في رسالتي هذه أحس أن طريقتي في الكتابة ركيكة غير منظمة أو معبرة عما بداخلي؛ لا أدري هل عين أصابتني أم حسد أم مرض؟!
أرجو أن أجد لديكم الحل.
وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء..
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنك تعلم كما لا يخفى عليك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، كما قال مولانا جل جلاله سبحانه: ((وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))[الأنبياء:35]، والنبي صلوات ربي وسلامه عليه قال: (
ولقد بشرك المصطفى صلى الله عليه وسلم وبشر المسلمين جميعاً بقوله: (
فهذه الابتلاءات التي تصيب الإنسان بفضل الله ورحمته أن الله جعل عنها عوضاً، وجعل على الصبر عليها ثواباً وأجراً، ولذلك أوصيك بداية ونفسي بالصبر الجميل، وأن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
إلا أن هذا لا يمنع من الأخذ بأسباب العلاج والتداوي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
فإذن من هذا الباب أقول أخي الكريم الفاضل: المسلم مطالب أن يأخذ بأسباب الشفاء وأن يدع النتائج إلى الله تعالى، فإن الشافي هو الله كما قال إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ))[الشعراء:80].
وهذا الذي حدث لك قطعاً أمر غير طبيعي؛ لأن الأمراض عادة – أقصد الأمراض العضوية - تكون لها مقدمات تؤدي إليها، أما إذا أصيب الإنسان فجأة وبدون مقدمات بأي حالة غير طبيعية فمعنى ذلك أنه تعرض لشيء غير طبيعي، ولذلك نحن ننصح إخواننا دائماً بالعلاج الرباني قبل العلاج البدني، وأقصد العلاج الرباني - أخي الكريم الفاضل محمد – إنما هو ما يعرف بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية إذا لم تنفع فهي لن تضر قطعاً، لأنها من كلام الله تعالى وكلام نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، والحالة التي ذكرتها لا يستبعد فعلاً أن تكون عيناً أو أن تكون حسداً أو أن تكون مسّاً من الجن، أو أن تكون سحراً، أحد هذه الأشياء من الممكن أن تكون هذه الحالة، ولذلك أنصحك - أخي الكريم الفاضل – أن تبدأ في استعمال الرقية الشرعية، ولله الحمد والمنة يوجد في مصر عشرات الكتب التي تتحدث عن الرقية وعن آياتها والأحاديث النبوية الواردة فيها إلى غير ذلك.
وهناك أشرطة أيضاً لكثير من الإخوة المشايخ المعالجين الثقات فيها آيات الرقية وطريقة علاج الرقية، ولذلك أنصحك بداية أن تقوم بنفسك برقية نفسك عن طريق استعمال أي كتاب من الكتب التي تتحدث عن الرقية وكيفيتها، وابدأ بعلاج نفسك؛ لأنك أحرص على نفسك من غيرك قطعاً.
إذا لم يتيسر لك ذلك فمن الممكن أن تشتري أشرطة الرقية، وهناك ألبوم للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري المشهور الذي يصلي في جامع عمرو بن العاص – له ألبوم مكون من أربعة أشرطة، تستطيع أيضاً أن تقتنيه، فإن فيه خيراً كثيراً، ولقد جربه كثير من المعالجين فوجدوه ينفع في كل هذه الحالات التي ذكرتُها لك: إما العين أو الحسد أو المس أو السحر.
إذا لم يتيسر لك ذلك أيضاً فبمقدورك أن تستعين - بعد الله تعالى - بأحد الإخوة المعالجين الثقات المعروفين بسلامة العقيدة، وصحة الرقية، وعدم الابتداع أو عدم الاستعانة بالجن، وهم - ولله الحمد والمنة - كُثر في مصر، فقلَّ ما تخلو مدينة أو حي من أحياء مصر من الإخوة الملتزمين الذين يعالجون الناس ابتغاء مرضاة الله تعالى.
فأنصحك - بارك الله فيك – أن تبدأ علاجك بالرقية الشرعية لعل الله أن ينفعك بهذه الرقية، وأن يدفع عنك هذا البلاء.
وإذا لم تأتِ الرقية بنتيجة فمعنى ذلك أن الأمر يتعلق بالأعضاء، فعليك أن تتوجه إلى الأطباء لفحصك وإجراء الفحوص والتحاليل اللازمة لمعرفة سبب هذا التدهور وسبب هذه الحالة التي تشتكي منها.
وأوصيك مع ذلك كله - بارك الله فيك – بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يعافيك، لأنك تستطيع بالدعاء وحده أن تدفع هذا البلاء عن نفسك؛ لأن الله تبارك وتعالى وعدك قال سبحانه: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))[البقرة:186]، وقال أيضاً: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))[غافر:60]، والقرآن الكريم مليء بدعوات كثيرة وجهها أصحابها إلى الله فاستفادوا فائدة عظيمة ببركة الدعاء وحده.
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (
لذا أوصيك ونفسي باستعمال سلاح الدعاء، كما أوصيك بالمحافظة على الطهارة دائماً، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول الرقية من المس: ( 237993- 236492-247326 ).
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هو سبب الشرود الذهني والتقلبات المزاجية والقلق؟ | 3466 | الأحد 05-07-2020 05:32 صـ |
هل لالتهاب الجيوب الأنفية علاقة بضعف التركيز؟ | 2338 | الثلاثاء 30-06-2020 03:15 مـ |
أعاني من حالة تشوش ذهني وأفكار غير منطقية | 1750 | الأربعاء 01-07-2020 04:30 صـ |
أريد علاجا لتنشيط الذهن وتقوية التفكير | 2920 | الاثنين 22-06-2020 05:15 صـ |
أعاني اضطراب في التفكير وتشتت ذهني، ما العلاج؟ | 2270 | السبت 13-06-2020 10:37 مـ |