أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : رزقت بولدين صحيحين ثم أصابهما العمى
بسم الله الرحمن الرحيم.
سيدي الطبيب! إليكم قصتي هذه، أنا شاب من الجزائر أبلغ من العمر 38 سنة متزوج وأب لطفلين، مشكلتي مع أولادي الصغار، حيث أنهما مصابان بإعاقات عديدة، الطفل الأول عمره 2 ونصف، والصغير 10 أشهر.
بحيث يولدان بصفة عادية جداً، خلال الأربعة أشهر الأولى، ولا يظهر عليهم أي أثر لإعاقة أو مرض، وبعد ذلك تبدأ المعاناة .. فهم لا يبصران ولا يتحركان، أي لا يستطيعان القيام من مكانهما ولا يتكلمان، وخاصة الكبير لا يستطيع حتى أن يرفع رأسه لأعلى، فقط ينقلب يميناً ويساراً، وحتى الآن لا يستطيع النطق ولا حرفين متتابعين، أما الصغير الذي كان في البداية يظهر أحسن وأفضل من أخيه في كل شيء، تبين خلال الشهر السادس أنه لا يبصر، وحتى الآن كذلك لا يستطيع أن يرفع رأسه أو ينقلب على جنبيه.
ومع العلم قمت لهم خلال شهر مايو الأخير بعملية جراحية على أعينهم (أجريت لهم العملية على عين واحدة لكل واحد، والثانية ستكون في شهر أكتوبر القادم).
وبالرغم من أن الأطباء أكدوا لي على نجاح العملية إلا أنهم لم يظهر أي جديد على أعينهم، ولقد قمت بكل ما أستطيع القيام به تجاههم.
يا سيدي الطبيب! هل هذا المصاب الجلل هو نتيجة لزواجي من بنت عمي أم هو قضاء الله وقدره؟ ولعلمكم لا يوجد أي معاق في عائلتنا جميعاً حتى أخي الأكبر متزوج من بنت عمي وله 5 أولاد كلهم أصحاء، وإذا كان كذلك فما هي الطرق والإجراءات التي أستعملها لكي يكون لي في المستقبل أولاد أصحاء؟ وهل أستطيع القيام بذلك يا دكتور؟
أقسم بالله العلي العظيم أني أعاني معاناة ولا مثلها، ومتحسر على أولادي، والله لو أكتب لكم كتاباً فلا أستطيع أن أصف لكم معاناتي وحالتهم التي يقشعر لها البدن لمّا يراهم.
أريد من الله أولاً ثم منك أن تدلني على ما أقوم به لكي أخرج من هذه المعاناة أنا وأولادي، وهل هناك تحاليل يا دكتور أقوم بها أنا وزوجتي لكي نستطيع أن ننجب مستقبلاً أصحاء؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد البديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصبر على قضاء الله هو من شيم المؤمنين، وعليك أخي أن تتحلى بكثير من الصبر والاحتساب عند الله، ولا تقنط من رحمة ربك.
ما وصفته من إصابة أطفالك هو مرض وراثي يحدث فيه ضمور في المخ وتحديداً في المادة البيضاء (حيث يرتبط ضمور المادة البيضاء بالمخ بحدوث فقدان في النظر)، وهذا المرض لا يظهر مع بداية العمر، ولكن مع الوقت تظهر الأعراض وتزداد تدريجياً.
هذه النوعية من الأمراض لا علاج لها، وهي تتطلب من الأب والأم الكثير من الصبر والاحتساب عند الله.
معظم هذه الأمراض يحدث من خلال زواج الأقارب، ويكون احتمال حدوث المرض في كل حمل 25 %، وفي بعض الأحيان يكون قضاء الله أن يحدث المرض في معظم الأطفال أو كلهم، ولكن كما قلنا: الاحتمال الحسابي في كل حمل على حدة 25%.
تشخيص هذه الأمراض قبل الحمل ممكن، لكن أولاً يجب تشخيص المرض بدقة، إذ أن هذه الأمراض متعددة ويسببها غالباً خلل بأحد الإنزيمات، ويجب معرفة هذا الإنزيم أولاً.
بعد ذلك يمكن مع الحمل الجديد تشخيص المرض لكن هذا مكلف ويتطلب وجود مركز متخصص، ولا أدري إذا كان هناك بالجزائر تلك الإمكانات أم لا؟
عموماً أخي العزيز! قد يكون ما أنت فيه خير، إذ أن كل ما يأتي من عند الله هو خير، وصبرك واحتسابك قد يكون طريقك للجنة.
والله ولي التوفيق.
(( انتهت إجابة الدكتور زهران ))
-----------------------------------
الأخ الفاضل/ عبد البديع حفظه الله
يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (
إن الناظر إلى حقيقة هذه الحياة الدنيا يرى أنها دار ممر وليست دار مقر، وأن الإنسان إنما هو مسافر في هذه الحياة، متنقل فيها ليصل إلى هدفه الأخير وغايته السامية ألا وهي جنة عرضها السماوات والأرض، إذن والحال كذلك فهذه الدنيا ليست بدار راحة أبداً، وليست داراً تكتمل فيها سعادة الإنسان، فإن كل راحة منغصة بشيء من التعب وإن كل سعادة لابد أن تنغص بشيء من الألم.
والمؤمن والحال إذ ذاك، ينبغي أن يصبر على ما يصيبه، ولا يدري الإنسان فقد يكون في الابتلاء خير له، ولا يدري ما تخبئه له الأقدار، والابتلاء ليس دليلاً أبداً على الشقاء، بل هو دليل على المحبة فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وإن (
فلتصبر ولتحتسب يا أخانا الفاضل ولتسأل الله العافية، ولتسأله الشفاء لعيالك ولتدعه بأن يرزقك عيالاً أصحاء، فهو القادر على كل شيء، كما نوصيك أيضاً بأن ترقيهما بالرقية الشرعية، فقد يجعل الله فيها الشفاء، وذلك على الروابط التالية : ( 237993- 236492-247326 ).
وفقك الله للخير!
قسم الاستشارات.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تعرضت طفلتي الرضيعة لضربة في الرأس فهل يؤثر ذلك على فتحة اليافوخ؟ | 9779 | الاثنين 29-04-2019 06:51 صـ |
أرجو توضيح حالة ابنتي بالتفصيل، ووصف العلاج المناسب لها. | 7213 | الأربعاء 16-01-2019 06:12 صـ |