أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الأعراض الاكتئابية وفقدان السعادة .. نظرة طبية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

منذ فترة أصبحت لا أحس بالسعادة عندما أحصل على ما أريد كما كنت في السابق، فأنا أسعد لكن ليست السعادة المطلوبة، وينتابني أحياناً غضب لا أعرف سببه! وأمل من كل شيء ولا أعرف ماذا أعمل!؟
أحاول أن أمارس هواياتي لكن لا أقدر، فأكون غاضبة وكل شيء يغضبني حتى لو لم تأتِ هذه الحالة أحاول أن أقرأ مثلاً أو أفعل الأشياء التي كنت أحب أن أفعلها في السابق لكن لا أقدر، أحس بأني متعبة حتى لو لم أفعل شيئاً يتعبني، وأحس بثقل في جسمي ولا أريد أن أفعل شيء، وإذا طلب مني شيء أتضايق لأني أحس بالتعب والثقل كما ذكرت، ولا أحب أن أسمع قصصاً محزنة لأني سأتأثر بسرعة وأحس بأن ما يوجد بي من الحزن يكفيني مع أني كنت أسمعها في السابق وأحزن، لكن ليس مثل ما أحزن الآن، أريد أن أكون مثل الفتيات في عمري يلهون ولا يهمهن شيء أبداً، ولا يفكرن في المستقبل.
فأنا أخشى أن تستمر حالتي حتى عندما أكبر فكيف سأتحملها وأنا لم أعد أقدر على تحملها كثيراً؟

أرجو إفادتي وإخباري ما هي حالتي وما هو علاجها دون أن أذهب إلى طبيب نفسي؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على وجود حالة اكتئابية، وأسأل الله أن تكون بسيطة، ولا أجد سبباً لك لأن تكوني حزينة في هذا العمر، ربما يكون فقط هو التفكير السلبي الذي سيطر عليك وجعلك تحسين بعدم الاستمتاع بطيب الحياة.
وأهم طريقة للعلاج هي تغيير طريقة التفكير، فإن هنالك تفكيراً سلبياً، وهنالك تفكيراً إيجابياً، والإنسان يستطيع أن يغير تفكيره وذلك بإصراره على ما هو إيجابي، فإن كل هذه الأفكار السلبية التي ذكرتها في رسالتك يوجد ما يقابلها من أفكار إيجابية، فأرجو أن تسعي وبجدية وبثقة في نفسك بأن تغيري هذه الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.. هذا أولاً.
ثانياً: لابد أن يكون لك برامج يومية، فأنت الآن في المرحلة الطلابية، فعليك أن تديري وقتك بصورة جيدة وبصورة فعالة وبصورة ملزمة، بمعنى أن تكوني خارطة في تفكيرك: كيف ستقضين يومك؟ وبالطبع ستكونين صباحاً في الدراسة، ثم بعد ذلك تحضري إلى المنزل وتقومي بواجباتك المدرسية، وبعد ذلك لا مانع أن تساعدي في عمل البيت وتجلسي مع الأهل، ثم تروحي على نفسك بما هو مشروع وتتواصلي مع أهلك ومع صديقاتك، ولابد أن لا تتركي عباداتك وتكوني حريصة على صلواتك، ويمكن أيضاً أن تقومي بتمارين رياضية بسيطة داخل المنزل... هذه كلها أمور مهمة وضرورية جدّاً.
من أكبر أسباب الملل والفشل الاجتماعي وفقدان الثقة بالنفس هي أننا لا نستثمر أوقاتنا بصورة صحيحة، والواجبات أكثر من الأوقات، ويجب أن نحرص على النصيحة النبوية التي ذكر فيها: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) فإن هذا ضروري جدّاً.
أيضاً يجب أن تكون لك رؤية إيجابية حول المستقبل، فأنت الحمد لله في سن لابد أن تكون لك آمال ولابد أن تكون لك طموحات، ويجب أن تدفعي كل هذا التشاؤم وكل هذه السلبيات بعيداً عنك، وانظري إلى الحياة بمنظارها الجميل، خططي لمستقبلك، وركزي على دراستك، واستعيني بالله ولا تعجزي، فإن هنالك أشياء عظيمة وجميلة يمكن أن تقومي بها.

عليك بالاستعانة بصديقاتك خاصة من النشيطات منهنَّ ومن ذوات الكفاءة والفعالية، وحاولي أن تسترشدي بهنَّ وأن تتخذي منهنَّ قدوة ومثلا أعلى، فلا بأس في ذلك أبداً، فالإنسان عليه أن يتمنى في بعض الأحيان أن يصل إلى ما وصل إليه البعض، وهذا نوع من الغبطة المطلوبة، فالإنسان يجب أن يرفع من همته ويتمثل بأصحاب الهمم العالية، خاصة فيما يخص الأداء الاجتماعي والأداء الأكاديمي والالتزام الديني.. هذه كلها سمات وصفات عظيمة إذا تمسك بها الإنسان فسوف يصل إليها بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير! 708 الأحد 16-08-2020 01:41 صـ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1027 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 802 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1325 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1532 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ