أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التعامل مع الفتاة التي لا تريد الزواج من ابن خالتها
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تمت خطبة وعقد قران أختي التي تصغرني على ابن خالتنا، وهو رجل محترم حسن الدين والخلق، ومتعلم ويعمل بوظيفة محترمة، كما أنه إنسان محبوب وخفيف الظل.
المشكلة أن أختي لا ترغب به إطلاقاً، رغم محاولاتنا لإقناعها بأنه سيكون نعم الزوج، وأنها لن تندم على زواجها منه، لكنها مصرة على أنها لا تحبه ولا ترغب به، ووالدينا ليسا مقتنعين بكلامها، وما زالا مصرين على إتمام الزواج رغماً عن أختي.
على الرغم من أن خطيب أختي زوج لا يعوض، لكن يحز في نفسي حزن أختي وعدم اقتناعها به، وأنا أعلم أن الزواج بالإكراه وعدم الاقتناع مقدر له الفشل، فماذا أفعل لأنقذ أختي الغالية، على الرغم من أن والدتي بشكل خاص مصرة على إتمام الزواج، وستغضب غضباً شديداً إذا لم يتم؟
أرشدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يقدر لأختك قدر خير، وأن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يمنَّ عليها بزوج صالح يكون عوناً لها على طاعته ورضاه يحبها وتحبه ويرغب فيها وترغب فيه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة– فإنه وكما لا يخفى عليك أن من شروط صحة العقد (الإيجاب والقبول)، فلابد من قبول كل واحد من الطرفين للطرف الآخر، وهذا ركن من أركان العقد، ومن حق أي امرأة مسلمة أن ترفض من يتقدم إليها إذا لم تكن راغبة فيه؛ لأن هذا من حقها حيث إن الزواج شركة طويلة المدى، فقد تستمر الحياة الزوجية لأربعين عاماً أو خمسين عاماً، فإذا كان الإنسان يحيى في هذه الحياة مع إنسان يحبه فإن الحياة تسكون عبارة عن ساعات؛ لأن أيام السعادة تمر سراعاً.
أما إذا عاش الإنسان مع شخص لا يريده ولا يحبه فإن الزمن ستكون أثقل من الجبال الشم الراسيات، ومن هنا جعل الشرع من حق المرأة أن ترفض من يتقدم إليها إذا كانت لا ترغب فيه، خاصة إذا كانت تعرفه عن قرب وتعرف صفاته فإن هذا يكون أدعى؛ لأنه أحياناً قد تكون الفتاة لا تعرف الرجل ولكنها ترفضه لأسباب تافهة، أما الآن في حالتكم هذه فإن أختك قطعاً تعرف ابن خالتها وتعرف تلك الصفات الطيبة التي أكرمه الله تبارك وتعالى بها وأنه رجل محترم وحسن الخلق والدين ومتعلم ويعمل...هذه الصفات رائعة، هذه الصفات تجعل كل فتاة تتمنى رجلاً كهذا؛ ولذلك أنت تقولين بأنها ستندم عليه فعلاً؛ لأنه رجل بالنسبة لغيره من الرجال يعتبر متميزاً، ولكن كما لا يخفى عليك أن الأرواح جنود مجندة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (
فهذه المحبة والكره بيد الله تبارك وتعالى، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (
فهذه المحبة وهذه الراحة التي يكرم بها الإنسان، هذه ضرورية لاستمرار الحياة، فإذا كانت أختك مصرة على الرفض بهذه الطريقة رغم محاولتكم لإقناعها فأرى ألا تدخليها في معركة خاسرة، وأرى أن تقبلوا كلامها، ولكن لا مانع أن تحاولوا معها مرة أخرى، فإن قبلت قبلت وإن لم تقبل فاعتذروا لابن خالها، ولا تقدموا على إتمام الزواج رغماً عنها لأنه قد يكون زواجاً فاشلاً، وتولي أنت - بارك الله فيك – إقناع أختك في البداية، فحاولي معها مرة أخرى، وبيني لها صفات هذا الرجل ومثله لا يرد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
وأيضاً اجتهدي أنت ووالديك في الدعاء أن يشرح الله صدرها لقبول هذا الشاب؛ لأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل أقبل بالخاطب الذي تقدم لي أم أنتظر الشاب الذي أحبه؟ | 758 | السبت 20-06-2020 10:44 مـ |
والدي يعاتبني في اختياري لزوجي بسبب كلام الناس، فما الحل؟ | 1528 | الثلاثاء 25-06-2019 05:57 صـ |