أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أسأل الله تعالى أن يعوّضك خيراً، وأن يهبك خيراً من هذا الحمل، إنه سميع مجيب.

ما حصل معك ليس مستغرباً، فكثيرات يجهضن الحمل الأول، ويكتمل الحمل الثاني بنسبة (80 %) بلا مشاكل - بإذن الله تعالى - فلا تقلقي.

ومن الواضح أن الجنين من أساس تكوينه كان ضعيفاً، بدليل أن نموه قد توقف في المراحل الأولى، ولا يمكننا معرفة السبب الحقيقي لما حصل؛ لأن البحث عن سبب يحتاج إلى تحاليل مطولة ومرتفعة الثمن، وقد لا نجد بعد كل تلك التحاليل سبباً واضحاً لما حصل، وكما ذكرت لك فإن الإجهاض غالباً لن يتكرر في المرة الثانية - بإذن الله تعالى - وعليك الآن الانتظار إلى أن ينزل الحمل، وقد لا ينزل باستعمال الحبوب وعندها قد يحتاج الأمر إلى إجراء عملية التنظيف، وإن كنت أحبّذ الانتظار حتى ينزل الحمل تلقائيا من غير الاضطرار إلى إجراء التنظيف.

ثم إن نزل الحمل على خير - إن شاء الله تعالى - فعليك بالانتظار مدة ثلاثة أشهر قبل محاولة الحمل مرة أخرى؛ لأنه وجد أنه إذا حصل الحمل مباشرة بعد الإسقاط فإنه قد يؤدي إلى تكرار الإجهاض مرة أخرى.

ولا داعي للقلق من موضوع نزاعاتك مع زوجك في حصول الإجهاض، فهذا لن يؤثر - بإذن الله تعالى - ولكنني أنظر في الحقيقة إلى الأمر من زاوية أخرى، وهي أنه طالما أنك وزوجك في نزاعات - كما ذكرت - فقد تكون هذه النزاعات والتوترات هي التي تستوجب حرمانكما من الذرية، وإلا فتخيلي أن يأتي الطفل في بيئة مشحونة بالخلافات الزوجية.

فعليك أولاً - يا عزيزتي - ترتيب وضع البيت من الداخل، وعليك أن تحتضني زوجك، وأن تهيئي بيتك لاستيعاب الخلافات، لا أن تكوني مسببا لها بحيث تضمني أن تتنزل عليكما الرحمة، وأن يمتن الله عليكما بنعمة الأولاد الصالحين.

وعليك بتناول حمض الفوليك من قبل الحمل بثلاثة أشهر، وأن تستمري عليه في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وأيضاً على الطبيب أن يعطيك مثبتا للحمل من الشهر الأول، مثل الدوفاستون بمعدل حبتين صباحاً وحبتين مساء، ولا تأثير للأيكوغرافي على الجنين فلا تخافي.

أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة إنه سميع مجيب.

والله الموفق.