أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالة نفسية سيئة بسبب تذكر موقف رهيب في الماضي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تعرضت في الصغر لموقف رهيب لا أستطيع نسيانه، وبعد الموقف بعدة سنوات بدأت تصيبني حالة ذعر من تذكر الموقف، وفي الوقت الحالي أيضاً ذهبت إلى عيادة القلب لأنني أحس بتغير نبضات القلب مع خوف شديد، وقال لي الدكتور أن لدي حالة نفسية، وأعطاني علاج باركسوتين.
لي الآن سنة من استخدام العلاج، أحس بتحسن بنسبة 90% فهل أستمر؟
ولدي مشكلة أخرى وهي أنني أحب النساء حباً شديداً، وينحصر حبي في الرغبة الجنسية.
أنا لست بجبان ولكن هل تذكر الموقف يسبب كل هذه المتاعب؟
وبارك الله في جهودكم الطيبة والعظيمة لأبنائكم.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما يقدمه من استشارات.

فإن الخوف والرهاب إذا كان خوفاً عاماً أو لمواقف معينة هو ليس دليلاً على الجبن أو على ضعف الشخصية أو حتى على قلة الإيمان، فلابد أن تصحح مفاهيمك في هذا السياق، فهو حالة نفسية مكتسبة، بمعنى أن الإنسان قد يكون مر بظرف معين – كما حدث لك – ثم علق بتفكيره هذا الموقف وأدى ذلك إلى الرهاب؛ ولذا يكون خط العلاج الأساسي هو أن يحقر الإنسان هذه الفكرة، فعليك أن تحقرها وتعتبرها فكرة سخيفة، وأنك أقوى منها، وأنك يمكنك أن تتخطاها وأنه يمكنك أن تتخلص منها، ويجب ألا تعيق حياتك مطلقاً، فإن هذا هو المبدأ الأساسي للتخلص من هذا النوع من المخاوف.

لا شك أن تذكر الموقف ربما يؤدي إلى نوع من القلق، ولكن حينما تتذكر الموقف عليك أن تحقر فكرة هذا الموقف وتقول: (هذا الموقف قد انتهى وأنا لستُ بالجبان ولستُ بالضعيف فإن الكثير من الناس يتعرضون لمثل هذا الموقف أو حتى لما هو أقل من ذلك، فلماذا أنا أجسم وأضخم الأمور لهذه الدرجة؟ إذن فلابد أن أحقرها) هذا التخاطب النفسي الداخلي أو التخاطب مع النفس أمر جيد جدّاً وله آثاره الإيجابية جدّاً.

أما بالنسبة للعلاج الذي أعطاه لك الطبيب - وهو الزيروكسات - يعتبر علاجاً جيداً ومفيداً، ومع ذلك فأنت لم تذكر الجرعة التي تتناولها، ولكن يجب أن تكون الجرعة أربعين مليجراماً - حبتين - في اليوم لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تخفِّض إلى حبة واحدة، ويمكنك أن تستمر عليها لمدة سنة كاملة دون أي صعوبة ودون أي إشكالية.

إذن يمكنك الاستمرار على هذا الدواء دون أي صعوبة تذكر.

أما فيما يخص أنك تشعر أن لديك رغبة أو طاقة جنسية زائدة، فإنه لا يوجد إنسان لديه طاقة جنسية مطلقة، فما يسمى بـ (السوبرمان) هذا غير موجود وهو اعتقاد ليس صحيحاً، والذي أود أن أقوله لك أن الزيروكسات في حد ذاته ربما يخفض الرغبة الجنسية قليلاً لدى بعض الناس، وأنت حينما ترفع الجرعة إلى أربعين مليجراماً سوف يساعدك في هذا الأمر.

ثانياً: الذي أرجوه منك هو أن تحقر هذه الفكرة أيضاً، فحينما تأتيك هذه الرغبة الجامحة قل لنفسك: (هذه غريزة يجب أن أتحكم فيها ويجب ألا أقع في الحرام) – وهكذا – هذا أيضاً من التحليل المعرفي الداخلي الذي يؤدي إلى بناء قناعة إيجابية تدفع إلى عدم تتبع هذه الأفكار السلبية.

ثالثاً: - وهو الأهم – أنا لا أعرف إن كنت متزوجاً أم لا؟ فإذا كنت غير متزوج فلابد أن تُقدم على الزواج فهذا أمر ضروري وحل طبيعي لمثل هذه الأمور، وإن شاء الله سوف تجد السبيل الشرعي الذي يحد من هذه الرغبة وتفرغها في مكانها الصحيح، وسوف تجد المحبة والمودة وأن رغبتك الجنسية قد تحققت في نطاق شرعي وحلال، وهذا بالطبع سوف ينظم حتى تفكيرك حول المرأة وحول الجنس والمعاشرة الجنسية.

إذن الزواج هو الحل وهو الحل العلمي والنفسي الصحيح.

هنالك قلة قليلة من الناس تأتيهم رغبات ونوع من الاندفاع الجنسي نتيجة لمرض عضوي، ويكون ذلك ناتجاً من زيادة في إفراز هرمون الذكورة الذي يعرف باسم (تستو إسترون)، فنصيحتي لك كنوع من الاحتياط أرجو أن تقوم بفحص مستوى هذا الهرمون في الدم وكذلك تفحص بقية الهرمونات، ومن الأفضل أن تذهب إلى طبيب الغدد، وهذا لمجرد التأكد حقيقة؛ لأن هذه الحالات نادرة ولكنها موجودة، فأرجو أن تقوم بهذا الفحص الهرموني، وإذا وجد هنالك أي خلل سوف يقوم الطبيب بتوجيهك نحو العلاج الصحيح؛ لأنه توجد أدوية مضادة لهرمون الذكورة وهو الهرمون الذي يحدد الرغبة والشهوة لدى الرجل، إذن أرجو أن تقوم بذلك.

وهنالك أمر آخر وهو أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تحرق كثيراً من الطاقات والمشاعر الجنسية المنحرفة، فيجب أن تكون أيضاً مواظباً على الرياضة فهي - إن شاء الله تعالى – فيها خير كثير لك ونفع عظيم لصحتك الجسدية والنفسية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه.

وبالله التوفيق.
----------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول العلاج السلوكي لشدة الشهوة: (268344 - 278337 - 276370)، والعلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 775 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 638 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟ 9864 الأحد 16-08-2020 01:24 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ