أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يجزيك عن أخيك خيراً، كما نسأله - جل جلاله – أن يصرف السوء عن أخيك وأن يعافيه من كل بلاء، وأن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعيد إليه صحته وعافيته، وأن يمنَّ عليه بالشفاء العاجل، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم – فإن من المعلوم أن الأمراض العضوية عادة ما تستمر بلا انقطاع، فإذا كان إنسان عنده صداع فما دام لا يتعاطى حبوباً لهذا الصداع فإن الصداع يستمر بلا انقطاع، وكذلك إذا كانت عنده مشاكل في الأعضاء فإنها غالباً تستمر فترة طويلة وليس لها توقيت محدد، أما إذا كان الأمر ليس عضوياً فإنه يحدث هناك نوع من عدم الاستقرار، بمعنى أنه في وقت معين – أو عند سماع الأذان مثلاً أو عند قراءة القرآن أو عند التفكير في شيء معين – يشعر الإنسان بتغير في مكوناته، فقد ذكرت أن أخاك يشعر بخنق شديد كلما يفكر في شيء، فإن هذا لا علاقة له حقيقة - في الظاهر - بالأمراض العضوية، وإنما قطعاً لابد أن وراء ذلك سبباً آخر، يحتاج إلى البحث عنه، حيث إنه لا يستطيع التركيز في أي شيء إلا ويصاب بالخنق، واليوم الرابع الذي لا ينام فيه لا يستطيع، وقد قلت بأنه قد تمت إجراء عملية له في الغدة الدرقية ولكن لم يحدث أي تحسن، وتتأزم حالته بعد صلاة العصر إلى طول الليل، فإن هذه تدل فعلاً على أن أخاك غير طبيعي، وأنه في حاجة إلى رقية شرعية، ومع ذلك فلا يلزم أن يكون مسّاً، فقد يكون حسداً أو قد يكون عيناً، أو سحراً، أو مساً؛ لأن هذه كلها غالباً أعراضها تكون متقاربة.
أي تغير لا يُعرف سببه عضوياً وطبياً ففي الغالب يصاب بهذه الأمور (العين، الحسد، السحر، المس)؛ لأن الأمراض إما أن تكون عضوية معروفة، أو تكون نفسية أيضاً عضوية لها علاج، وإما أن تكون مجهولة الأسباب ولا يعرف سببها فغالباً لو أنها عولجت بالرقية الشرعية فإنها تبرأ - بإذن الله تعالى –.

أيضاً كثير من الحالات تعالج بالحجامة، فقد يكون أمراً نفسياً ورغم ذلك يعالج بالحجامة فيبرأ صاحبها، وكثير من الحالات أيضاً تعالج بالرقية الشرعية – حالات بالمئات والآلاف – وقد تكون أمراض عضوية، وبقدرة الله - تبارك وتعالى جل جلاله – يصرف السوء عن صاحبها ببركة الرقية الشرعية، رغم أنها مرض عضوي، قد يكون عنده صداع أو عنده مثلاً ضمور في بعض العضلات أو عنده ربط عن إتيان أهله - والمرأة كذلك مربوطة – وهذا لا يستطيع الطب أن يفعل فيه شيء، فما أن يُقرأ عليه حتى يبرأ، ولذلك أنصح بالاستعانة بعد الله تبارك وتعالى ببعض الكتب أو الكتيبات التي توجد فيها الرقية الشرعية، وتستطيع أن تقوم أنت برقية أخيك والصبر عليه؛ لأن الرقية تحتاج إلى نفس طويل، فبعض الأخوة المعالجين نظراً لكثرة الحالات التي لديهم لا يتمكنون من علاج الحالة معالجة تامة، ولذلك أنت تستطيع أن تعرف آيات الرقية الشرعية وتقرأها على أخيك وتركز له في القراءة وأن تكرر هذه الآيات مرات ومرات ومرات، وكذلك الأحاديث، وبإذن الله تعالى سوف يبرأ أخوك - بإذن الله تعالى -.

وإذا لم يتحسن بالنسبة لك، لاحتمال أن يكون الأمر أكبر منك؛ لأنه أحياناً يكون خادم السحر مثلاً - أو الذي أحدث المس – جن مارد، والجن المارد يتحمل تحملاً شديداً ولا يخرج من الجسد بسهولة، وقد يكون خادم سحر حبسه الساحر في جسد المريض فلا يستطيع أن يخرج بسهولة أيضاً، وفي تلك الحالة يتم
الاستعانة بأحد المشايخ المعالجين الثقات الذي يقوم بالقراءة عليه بالكتاب والسنة وبالرقية الشرعية مرات ومرات، فيحدد أولاً الحالة ونوعها ويعالج الحالة أياً كان نوعها، وبذلك يبرأ أخوك - إن شاء الله تعالى – من هذه الأمراض وتلك العلل ويعود صحيحاً سليماً معافى.
أما سؤالك: هل هو مس أم غيره؟
أقول: هذا يحتاج إلى المعالج؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يحكم على إنسان أبداً بمجرد الكلام بأنه مسحور أو ممسوس أو معلول أو محسود، وإنما القراءة هي التي تبين ذلك، فعليكم - بارك الله فيكم - أن تراجعوا أحد الإخوة الأفاضل الثقات -ليسوا من المشعوذين ولا الدجاجلة- والمعروفون بالعلاج بالكتاب والسنة، فهؤلاء - إن شاء الله تعالى – سوف يفيدونك وسوف يساعدونك في شفاء أخيك بإذن الله تعالى.
والله ولي التوفيق.