أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أبشرك بأنني أحضر الآن مؤتمراً علمياً في بريطانيا، وقد تحدث أحد الأطباء المرموقين عن استخدام الإيفكسر وأشاد بهذا الدواء كثيراً وأنه من الأدوية الفعالة جدّاً لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن ربما تكون الجرعة المطلوبة هي مائتين وخمسة وعشرين مليجراماً وليست مائة وخمسين مليجرام، على الأقل لفترة شهرين أو ثلاثة، فإذا أخذت بذلك فربما يكون هو الأفضل، أي أن ترفع الجرعة إلى مائتين وخمسة وعشرين مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك ترجع إلى جرعة مائة وخمسين مليجراماً.

والإيفكسر ليس من الأدوية التي تفقد فعاليتها بعد مدة من الزمن؛ لأنه يعمل على الموصلات العصبية بصورة متوازنة، وهو ليس من الأدوية التي تحدث لها ما يعرف بظاهرة (الإطاقة) أو (التحمل)، وهي ظاهرة يفتقد الدواء فعاليته بعد فترة من استعماله، ولكن لابد أن أنصحك بضرورة الانتظام في تناول الدواء، فحاول أن تتناول الجرعة بانتظام وهذا أمر ضروري جدّاً من أجل الفعالية والبناء الكيمائي.

وأما بالنسبة للحجامة فإن شاء الله لك فيها خير كثير وأود أن أؤكد لك تماماً أن الدم الذي يخرج منها لا يؤثر مطلقاً على مستوى الموصلات العصبية، فهذا الدم معظمه دم فاسد كما أن الكميات التي تخرج هي كميات بسيطة جدّاً ولا علاقة لها مطلقاً بنشاط الموصلات العصبية خاصة مادة السيرتونين.

وأما بالنسبة للـ(مينوكسيديل) فهو أيضاً لا يتعارض أبداً مع الإيفكسر، وليس هناك أي نوع من التعارض بين استعمال هذا البخاخ لعلاج الصلع في الرأس، فأرجو أن تطمئن تماماً لهذه الناحية.

وأما الحالة المزاجية فأسأل الله أن تتحسن كثيراً، خاصة بعد أن ترفع الإيفكسر إلى مائتين وخمسة وعشرين مليجراماً في اليوم، وإن شاء الله ضيق الصدر أيضاً سوف ينتهي، وعليك أن تكثر من الدعاء والأذكار، وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارات التالية: (265121 - 267206 - 265003 - 272641).

كما أنه من الضروري جدّاً ألا تحتقن داخلياً، أي الجأ إلى التفريغ النفسي وذلك بأن تعبر عن ذاتك أولاً بأول خاصة في المراحل أو الأوقات التي تحس فيها بعدم الرضا، فالتفريغ النفسي في حدود الذوق والأدب يعتبر من أفضل العلاجات النفسية التي كثيراً ما نتجاهلها.

وأرجو أيضاً أن تكون حريصاً على الرياضة وممارستها فالرياضة تؤدي إلى تنشيط المواد الداخلية في المخ، فهناك مادة تسمى بـ(إنكفالينز) وأخرى تسمى بـ(إندروفينز) ووجد أنها مواد محسنة للمزاج، وهذه المواد تفرز حقيقة مع ممارسة الرياضة، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، وأرجو أيضاً أن تمارس أي نوع من تمارين الاسترخاء، فيمكنك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

إذن أرجو أن تأخذ المنظومة العلاجية كمنظومة متكاملة، ولا تعتمد فقط على الدواء، ورغم أن الدواء يفيد بإذن الله تعالى، ولكن الوسائل العلاجية الأخرى لابد أن نعطيها أيضاً حقها ولابد أن نلتزم بها لأنها أحد مفاتيح التحسن بإذن الله تعالى، ونسأل الله لك العافية والتوفيق.

وبالله التوفيق.