أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن عناصر السعادة والنجاح سوف تكتمل إذا تمكنت من إرضاء الوالدة، والسعيد في الناس من وجد صاحبة دين ونال بالزواج منها رضا الوالدين؛ لأن في ذلك عون له على القيام بكافة الواجبات، وذلك لأن الشريعة التي تأمر الرجل بالإحسان إلى زوجته هي نفس الشريعة التي تدعوه لبر والديه، وأرجو أن تجتهد في إرضاء الوالدة، وعليك أن تقدم لها صنوفاً من البر والإحسان، واطلب مساعدة الأعمام والأخوال والصالحين من الجيران، واحرص على إزالة ما في نفسها من المخاوف، واكتم خبر تصورها عن زوجتك، وانقل إلى كل طرف أحسن ما تسمع، وكم كنت أتمنى أن نعرف أسباب رفض والدتك للزواج من تلك الفتاة، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساعد في إصلاح الخلل والعطب، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، وقلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء.

ولا شك أن الشريعة لا تتوقف عن رأي الوالدة إذا لم يؤسس على قواعد وأسباب شرعية واضحة تبرر لها الرفض، وإذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق ومن الأقارب ووجدت في نفسك ميلاً إليها ووجدت في نفسها ميلاً إليك فأرجو أن لا يكون عليك حرج، ونتمنى أن يكون زواجك منها سبباً للم الشمل، وذلك ممكن بتوفيق الله ثم بحكمته وصبرها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.