أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توتر وخوف دائم من المجهول

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أدري في بداية رسالتي كيف أشكركم إلا بالدعاء بكل خير لكل العاملين على هذا الموقع الطيب.

مشكلتي أني دائم التوتر، ولا أدري لماذا!؟ مع أن هذا الطبع منتشر في أهلي سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وأحس بالخوف ليس من شيء معين وكأن شيئاً يلحقني أو يهدنني، أحاول تهدئة نفسي ولكن أحس نفسي أعصب وأتوتر أكثر، هل يا ترى هو سحر في وهُيئ لي أني خائف؟ هل هو حسد فلا أتهنئ بشيء من حولي؟ هل أحد دعا علي ظلماً؟ لا أدري! لأني أعاني من هذه المشكلة من حوالي 3 سنوات، وأنا أحس بمعاناة كبيرة مع هذا الخوف مع أني أدرك أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وأنا أخاف كثيراً من رأي الناس في، فمثلاً إذا فعلت شيئاً أقول في نفسي: ماذا سيقول الناس عني خصوصاً أني كان عندي عقدة في صغري أن الناس كانوا يقولون عني أني لئيم، وهناك من هو أجمل مني وأطيب مني مع أني كنت صغيراً.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الخائفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

المشكلة التي تعانين منها هي أحد ظواهر القلق النفسي، وهنالك أنواع متعددة من القلق النفسي أهمها ما يعرف بالقلق الظرفي أي القلق الذي يصيب الإنسان تحت ظروف معينة تكون ناتجة من التفاعل مع محيطه بصورة سلبية، أو أن المثيرات الاجتماعية والضغوط النفسية قد فرضت عليه أن يكون متوتراً.. هذا هو القلق الظرفي.

أما النوع الثاني من القلق فهو القلق الحر، ويسمى بهذا الاسم لأنه متواجد دائماً وهو جزء من شخصية الإنسان، وأنت لديك هذه القابلية أو هذا الاستعداد أن تكوني دائماً على درجة من اليقظة النفسية المرتفعة وهذه اليقظة النفسية المرتفعة تظهر في شكل توتر وقلق وعصبية وانفعال وخوف، ودائماً تحسين أنك في سباق مع الزمن وفي سباق مع نفسك، وبالطبع يكون لديك ما يعرف بالقلق التوقعي، أي دائماً تكون هنالك توقعات سلبية وخوف من المستقبل ومما هو مجهول.

أود أن أوضح أن القلق النفسي ليس كله سيئاً، فالقلق النفسي من الطاقات الجيدة جدّاً إذا كان بدرجة معقولة؛ لأن القلق يرفع لدى الإنسان الفاعلية والاندفاعية ويجعله ينجز ما يريد في وقته وبإجادة وإتقان، ولكن إذا زاد القلق عن المعدل المطلوب فهذا سوف ينعكس سلباً.

أود أن أؤكد لك أنك بإذن الله غير مصابة بالسحر وغير مصابة بالعين - إن شاء الله - ولكن على المسلم دائماً أن يكون فطناً ويقظاً دائماً ويسأل الله تعالى أن يحفظه من هذه الظواهر (السحر والعين والحسد) كل هذه الأمور موجودة والمسلم بالتزامه بعباداته وتقربه من الله تعالى وبالدعاء يكتب الله له بإذنه وفضله الحفظ والحرز، فكوني حريصة على ذلك، وأرجو ألا تعيشي أبداً تحت هذا التهديد، البعض يعيش مهدداً بأنه مسحور أو أنه محسود أو أن العين قد أصابته - أو غير ذلك - نحن نريد أن نتحرر من هذه الأشياء المبالغ فيها، والعلاج بسيط إن شاء الله وهو بالتوكل المطلق على الله تعالى واتخاذ التدابير والتحوطات التي وردت في السنة المطهرة.

أرجو ألا تكوني حساسة حول الأمور، وما ذكرته من عقدة في الصغر أن الناس يقولون عنك كذا وكذا، هذه أفكار يجب ألا تشغلك مطلقاً، الناس تتكلم عن الآخرين ولكن يجب ألا نعير لما يقولون اهتماماً.

والناس لا تتكلم دائماً سلبياً، قد يذكروا محاسن الإنسان أيضاً، ولكن في كلا الحالتين أرى أن الإنسان عليه أن يحس بالثقة في نفسه وأن يقوم بواجباته وأن يتواصل بصورة حسنة وألا يعير اهتماماً لما يقال عنه..

إذن أرجو أن تتفهمي ذلك تماماً وألا تكوني حساسة حيال هذا الأمر.

من الطرق المفيدة لك التعبير عن النفس..التعبير عما بداخلك من عواطف ومن أفكار - خاصة الأفكار التي يكون فيها عدم الرضا عن الآخرين أو عما يدور حولك - عبري عن ذاتك في حدود الذوق، ولا تتركي الأفكار السلبية تتراكم وتحتقن في داخل نفسك؛ لأن - كما ذكرت لك - شخصيتك تحمل سمات القلق والتوتر خاصة أنه لديك تاريخ أسري بالقلق والتوتر.

إذن التفريغ النفسي الذي يتأتى عن التعبير عن الذات هو أمر جيد وضروري.

الأمر الآخر وهو ألا تنظري لنفسك بسلبية، حياتك بالطبع فيها إيجابيات كثيرة والإيجابيات يتجاهلها الإنسان حين تشغله السلبيات ويبدأ في تضخيم السلبيات وتعظيمها، فأرجو أن تحقري السلبيات وألا تعطيها اهتماماً، وحاول أن تبني على ما لديك من إيجابيات، وحاول أن تثابري وأن يكون لك المزيد من الإنجاز وأن يكون لك الفاعلية وأن يكون لك الحضور، هذه كلها تعطي الثقة في النفس.

من الوسائل العلاج الطيبة أيضاً لعلاج هذا النوع من القلق هو ممارسة الرياضة - أي نوع متاح من الرياضة - خاصة رياضة المشي والجري بصورة يومية لمدة لا تقل عن أربعين دقيقة على الأقل، فقد وجد أنها تمتص طاقات الغضب والتوتر والانفعال.

هنالك أيضاً ما يعرف بتمارين الاسترخاء وهي متعددة وكلها مفيدة إن شاء الله، ومن أفضلها تمارين التنفس البسيط المتدرج، وللقيام بهذه التمارين عليك أن تستلقي في مكان هادئ جدّاً والتفكر في أمر طيب، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً وببطء واجعلي البطن ترتفع قليلاً وبعد ذلك أمسكي على الهواء قليلاً ثم أخرجيه بنفس القوة والبطء، ويكون إخراج الهواء - الزفير - عن طريق الفم، وكرري هذا التمرين أربعاً إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم.

وهنالك عدة كتيبات وأشرطة موجودة في المكتبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

أرجو أيضاً أن تتواصلي اجتماعياً وأرجو أن تقومي ببعض الأعمال الاجتماعية الخيرية التي من خلالها تشعرين أنك أكثر ثقة في نفسك؛ لأن الأعمال التطوعية - أياً كان نوعها - تحسن كثيراً في البناء النفسي.

بقي بعد ذلك أن أصف لك علاجاً دوائياً بسيطاً يقاوم هذه التوترات وهذا الخوف وهذه العصبية، والدواء يعرف باسم (موتيفال)، فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه، ويمكنك تناوله يومياً عند اللزوم، أي إذا أحسست بهذه التوترات والقلق ويمكنك أن تتناوليه يومياً بمعدل حبة لمدة أسبوع أو أسبوعين حين تحسي بالتوتر، وفي الحالات الشديدة والتوتر الشديد لا مانع أن تكون الجرعة صباحاً ومساءً بنفس المدة - أسبوع أو أسبوعين -.
هذا الدواء ليس إدمانياً ولا يسبب أي نوع من الآثار الجانبية السلبية.

أرجو أن تتبعي هذه الإرشادات وتتناولي هذا الدواء الذي ذكرته لك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق.
وبالله التوفيق.

===========
للاستزادة عن علاج الخوف سلوكياً ً يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات:
( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 )، وكذلك القلق:
( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 )

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 775 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟ 9864 الأحد 16-08-2020 01:24 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ