أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : سبب الأحساس بالرعشة والخشوع حال الدعاء في قيام الليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر برعشة شديدة عندما أدعو الله في قيام الليل تضرعاً، ويأتيني خشوع شديد، وأشعر بقلق شديد ولا أعرف ما هو هذا الشعور، وأرغب في أن يستجيب الله لي دعائي ويرزقني بالشاب الذي أعجبت به، فماذا أفعل لكي يستجيب الله لي هذا الدعاء؟!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Hanady حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية) مرة أخرى، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا دائماً، ونسأل الله جل جلاله أن يزيدك إيماناً وصلاحاً وتقىً، وأن يملأ قلبك محبة له ويقيناً به وحسن ظنٍّ فيه وتوكلاً عليه، كما نسأله تبارك وتعالى أن يحقق لك رغبتك إذا كان فيها من خير في زواجك بهذا الشاب الذي أعجبت به.
وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإن الذي ذكرته في رسالتك من حيث الشعور بالرعشة الشديدة في جوف الليل، فهذا أمر طبيعي، ويدل - ولله الحمد والمنة - على أنك صادقة في توجهك إلى الله جل جلاله؛ لأن هناك من يقوم الليل وحاله كحال من يصلي النهار، لا يتأثر بذلك لأنه يصلي ببدنه ولا يصلي بقلبه، وأما أنت فالذي يبدو أنك تصلين صلاة صادقة وتقبلين على الله تبارك وتعالى بقلبك، ولذلك تستشعرين عظمة الله في جوف الليل البهيم، خاصة أن في جوف الليل يتنزل مولانا الجليل جل جلاله نزولاً يليق بجلاله، وينادي على عباده: (
ولذلك كم أتمنى أن تواصلي هذه المسيرة وألا تتوقفي عن هذه العبادة العظيمة الرائعة؛ لأن الصلاة في جوف الليل أو قيام الليل إنما هي دأب الصالحين من قبلنا، وحقيقة: لقد رتب الله تبارك وتعالى عليها ثواباً عظيماً، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (
وأما رغبتك أن يستجيب الله دعاءك بأن يرزقك هذا الشاب؛ فتشرع صلاة الحاجة لذلك، فاجتهدي كلما صليت صلاة أن تسألي الله تبارك وتعالى ذلك؛ لأنك تعلمين أن الدعاء هو الذي يرد القضاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بشرنا فقال: (
والله جل جلاله سبحانه أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، ووعد الله لا يتخلف: ((وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ))[الروم:6]، ((وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ))[الزمر:20]، حيث قال سبحانه جل شأنه: ((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))[البقرة:186]، والقرآن مليء بهذا النوع من العبادات، حيث بيَّن الله لنا أنه استجاب لدعاء آدم عليه السلام، واستجاب لدعاء نوح عليه السلام، واستجاب لدعاء إبراهيم عليه السلام، واستجاب لدعاء موسى عليه السلام، واستجاب لزوجة عمران أم مريم عليهم وعلى أنبياء الله جميعاً صلوات ربي وسلامه، كل ذلك يدل على أن الدعاء سلاح ماضٍ وله أثرٌ عجيبٌ غريبٌ، بل إن الله يغير به المقادير، فواصلي الدعاء.
ولكني أتمنى أن يكون الدعاء: (اللهم إن كان في هذا الشاب من خير فاجعله من نصيبي واجعلني من نصيبه واجعله زوجاً لي، وأعني وإياه على طاعتك ورضاك، وارزقني منه الذرية الصالحة يا رب العالمين)، لماذا؟ لأنك قد تلحين على الله في الدعاء أن يجعله من نصيبك ولكن لا توفّقين معه، فأضيفي هذه العبارة: (اللهم إن كان فيه من خير لي في ديني ودنياي)، وبذلك تتركين الأمر للملك وتتوكلين عليه وتفوضين الأمر إليه، والله تبارك وتعالى جعل ذلك كله عبادة وقربة، فهو يحب المتوكلين وهو نصير المتوكلين وهو سندهم وعونهم.
وختاماً: نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والنجاح والفلاح، وأن يقضي الله حاجتك وأن يفرج الله كربتك، كما أسأله تبارك وتعالى أن يجعلك متميزة متفوقة، وأن يجعل النجاح والفلاح حليفك في الدنيا والآخرة، ولا تنسينا من صالح دعائك، وأشركينا معك في قيام ليلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، إنه جواد كريم.
والله ولي التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
حلمت بوالدي الميت يبكي، فأصبت بهلع وخوف مستمر. | 2240 | الخميس 23-07-2020 02:55 صـ |
أبحث عن وظيفة لا تفرض علي حلق اللحية، أرجو المساعدة. | 1066 | الثلاثاء 21-07-2020 03:23 صـ |
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ | 1581 | الخميس 16-07-2020 02:48 صـ |
أمي تدعو علي بعدم التوفيق، فماذا أفعل؟ | 2096 | الخميس 02-07-2020 04:01 صـ |
أبي عليه دين وأدعو الله أن يفرج همنا | 743 | الأحد 28-06-2020 03:31 مـ |