أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ما يلزم الشاب تجاه سكنه مع زوجة أخيه التي لا تحتجب عنه
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل! جزاك الله خيراً أفتني رحمك الله في مشكلتي عسى الله أن يهديني سواء السبيل.
أنا شاب أجاهد نفسي للالتزام، وأسير وفق شرع الله، الحمد لله أنا أصلي وأواظب عليها وأجتهد في حفظ القرآن، وأحاول العمل به وبسنة رسول الله، وأتباع خطى أصحابه الكرام، إلا أني أواجه عدة مشاكل تحول دون اطمئنان قلبي، وأحسب نفسي دوماً في معصية الله، وهذا ما يخشاه كل عبد منيب.
الأول: أني أعيش مع زوجة أخي في بيت واحد، وأخي مسافر إلى العمل، وهي غير محتجبة، وأنا ليس لي مأوى سوى بيت أبي الذي يجمعنا جميعاً حتى عند الطعام، فكيف أتصرف؟
ثانياً: تتغلب علي نفسي في عدة أمور أهمها:
أني لا أقصر ثيابي أحياناً، وألبس بنطالاً طويلاً، لكن غطاء الرأس يلازمني.
ثالثاً: أفكر كثيراً في الزواج وأنا لست قادراً عليه؛ حيث لا أعمل حتى الآن، وتفكيري راجع إلى أني أخشى أن أعصي الله.
جزاكم الله خيراً، أنا محتار فأفتوني رحمكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يمنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته، وتعينك على غض بصرك وتحصين فرجك.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم هشام – فنحن حقاً سعداء بوجود أمثالك في المسلمين، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على مجاهدة نفسك، فلقد سعدت جداً لوجود هذه الهمة العالية للدين، وهذا الالتزام والاجتهاد في حفظ القرآن ومحاولة العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والحرص على اتباع خطى الصحابة - رضي الله تعالى عنهم – فهذا شيء رائع وأسأل الله أن يبارك فيك، وأن يكرمك بإتمام النعمة بأن تكون من الدعاة إليه؛ لأنه - أخي الكريم هشام – لا يكفي بمجرد أن تكون صالحاً في نفسك، وإنما لابد أن تكون صالحاً مصلحاً؛ لأن هذه الأمة لا تهلك ما دام فيها مصلحون.
أما إذا كان فيها مجرد صالحون مع المعاصي فإنها تتعرض للهلاك؛ ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (
فإذن مع وجود الصالحين وكثرة الخبائث تتعرض الأمة للهلاك، أما إذا كان فيها مصلحون فإن الله تبارك وتعالى يحفظها؛ ولذلك أتمنى أن تتم هذه النعمة، وأن تُكمل هذا الدور الرائع بأن تجتهد في دعوة غيرك إلى طاعة الله تعالى، هذه الدعوة - بارك الله فيك – لا تحتاج إلى مزيد من العلم الشرعي، كأن تكون كالشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة، فإن هذا الأمر ليس مطلوبا حقيقة في الدعوة بالقدر الذي يلزم فيه أن تجود مما لديك، من أنك رجل تحث على الصلاة، إنسان ارتكب بعض المعاصي تذكره بالله وتخوفه منه، هذه لا تحتاج إلى كبير علم؛ لأن العلم إنما يكون في حالات التعليم والفتيا وهذا أمر أنت لم تتعرض له ولا تتعرض ما دام علمك بالقدر الكافي، أما الدعوة هذه وظيفة كل الأمة – أخي هشام – رجال ونساء صغار وكبار، أغنياء وفقراء مطالبون بالدعوة إلى الله جميعاً، كلٌ على قدر استطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
فكم أتمنى أن تتم هذه النعمة التي أكرمك الله بها بالعمل في الدعوة؛ لأن العمل في الدعوة – أخي هشام – صدقني سوف يحفظك من الزلل ويحفظك من الوقوع في الأخطاء، وسوف يحفظك الله به من كيد شياطين الإنس والجن.
وأما عن سؤالك بأنك تعيش مع زوجة أخيك التي تعيش معك في بيتٍ واحد وهي ليست محجبة، أقول لك - بارك الله فيك – اجتهد في عدم الخلوة بها، ولماذا لا تدعوها إلى الحجاب؟! حاول أن تدعوها للحجاب وأن تذكرها بفضائله وبالآثار المترتبة عليه، ولا مانع مثلاً أن تقدم لها بعض الأشرطة أو الكتيبات التي تتكلم على ضرورة التزام الحجاب، اجتهد في دعوتها لعلها أن تأتي في ميزان حسناتك يوم القيامة، بدل أن تفر منها ادعوها إلى الله تعالى حتى تتحجب الحجاب الكامل، وبذلك تكون قد صنتها من الوقوع في المعاصي وأعنتها على طاعة الله تعالى.
واحرص -أخي الكريم- على ألا تختلي بها، لا تكن موجوداً معها وحدك أبداً؛ لأنك تعلم أن الخلوة هذه هي سبب البلاء وسبب الفتن؛ لأن النبي أخبرنا عليه الصلاة والسلام: (
واجتهد في موضوع الطعام أن تأكل وحدك قدر الاستطاعة، وتعذر بأي عذر حتى لا تعطيها فرصة أن تكون قريبة منك - بارك الله فيك -.
وأما مسألة أنك لا تقصر ثيابك أو تلبس البنطال، فالله تبارك وتعالى قال: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))[التغابن:16]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (
فكرة الزواج فكرة رائعة، وكونك غير قادر فإن النبي وضع لك حلاً رائعاً عليه الصلاة والسلام بقوله: (
واجتهد قدر الاستطاعة بأن لا تشاهد الأفلام التي تثير الغرائز وتحرك المشاعر، واجتهد في أنك لا تطلع على المجلات أو الصور التي أيضاً تثير الغريزة، اجتهد في ذلك وادعُ الله تعالى أن يمنَّ عليك بزوجة صالحة، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا بقوله: (
أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وأن تكون من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله ولي التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3478 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |