أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : توبة فتاة كان لديها علاقة مع شاب تعرفت عليه عبر النت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت من على النت بشاب وأحبني وأنا أحببته، ولكن للأسف فعلت ما لم أفعله طوال حياتي قابلته مرة بداخل الكلية ومرة بخارجها! ولكن بجوارها وتحدثت معه على المايك وعلى التلفون، أنا الآن أشعر أني لا أستحق شيئاً أشعر أني لم أعد مثلما كنت أحس بالذنب وتأنيب الضمير، وأشعر أني لست خلوقة.
وأني سقطت في نظر نفسي وفي نظره، هو والحمد لله شاب جيد ولكن ما فعلته يجعلني أتمنى الموت! أشعر أن شيئاً انكسر بداخلي، القاعدة التي كنت أسير عليها انكسرت!
أنا أتمناه زوجاً لي، ولكن أقول: كيف أتزوجه والموضوع بدأ بتجاوزات؟ وكيف تكون نظرته لزوجته وهي قابلته من غير أن يكون هناك شيء رسمي؟ أشعر أني مثل أي بنت كنت أنتقدها من قبل.
أنا مخطئة. أنا مهما قالوا لي: إني لست مخطئة أنا مقتنعة أني أخطأت، وعصيت ربي.
ولكن الحمد لله أستغفره من قلبي ونويت عدم العودة لأي شيء خاطئ، الحمد لله ولكن كيف تكون نظرتي لنفسي ونظرته لي لم يلمسني ولكن مبدأ المقابلة موجود، إذن فأنا لست ممتازة، أنا لا أحترم نفسي، يا رب يكون فيه حل يا رب ولكن أشعر أن لا يوجد حل!
أنا أتذكر عند ما كان يضرب بي المثل في الأخلاق. أنا الآن لا أستحق الماء ولا أي نعمة أنعم الله بها علي، لقد انكسرت انكسرت يا رب يكون فيه حل، لكي يتوب الله علي ولكي أرضى عن نفسي، وأكون في نظره فتاة خلوقة أنا الحمد لله نويت أن أقطع علاقتي به، وأنا أخبره أن إذا أرادني فليتقدم، وفي خلال سنوات دراسته لن يكون بيننا أي كلام نهائياً حتى يتقدم إن شاء الله، بالله عليكم لاتهملوا رسالتي أنا تعبانة، أنا أتمنى الموت كل لحظة ربنا يجزيكم الخير يا رب.
هل ممكن أن تعود البنت مثلما كانت باحترامها لنفسها واحترام الناس لها؟ وكيف بعد انكسار قواعد كثيرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اااااااااااااااااااااااااه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يسترك في الدنيا والآخرة بستره الذي لا ينكشف، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك فإنك فعلاً أخطأت خطأ جسيماً، ورغم ذلك فأنا أقول لك: من منطلق أنك اتصلت بهذا الموقع الإسلامي فهذا يدل على أن فيك خيراً وأنك فتاة في الأصل صالحة ولكن الشيطان أغراك نتيجة الوقوع في حبائله التي ينصبها لك منذ سنوات طوال، وهذه التجربة إذا لم يتم إيقافها فعلاً فإنها قد تعقبها تجارب أخرى أكثر مرارة.
ودائماً – ابنتي الكريمة – في أول معصية يشعر الإنسان بقدر كبير من الندم ويتمنى لو فارق الحياة حياءً من الله تبارك وتعالى وهروباً من تأنيب الضمير الذي يكاد أن يقتله، إلا أنه إن عاد إليها مرة بعد مرة - والعياذ بالله عز وجل – انكسر هذا الحاجز عنده.
ولذلك أقول لك: إن الحل في التوقف نهائياً فعلاً عن العلاقة بهذا الشاب وألا تحدثيه مطلقاً بأي كلام، سواء أكان فيما يتعلق بالعلاقة بينكما أو في أي موضوع آخر من مواضيع الدراسة؛ لأن هذا بابٌ سيفتح الشيطان عليك قطعاً وأنت الآن نظراً لأن الأمر حدث من قريب فأنت تشعرين به من الألم والمرارة والحسرة، ولكن بعد فترة سوف ينسيك الشيطان ويزين لك العودة مرة أخرى، فأنا أتمنى – ابنتي الكريمة – أن تكوني صادقة مع الله أولاً، ثم مع نفسك ثانياً، وأن تتوقفي نهائياً عن هذا النوع من العلاقات المحرمة.
نعم هو لم يلمسك ولكن يكفي - كما ذكرتِ – أن المقابلة قد تمت، المقابلة الآن مرت، ولكن من يدريك أن المقابلات التالية ستكون كذلك؟! إن الشيطان يستدرج الإنسان، واعلمي – ابنتي الكريمة – أن الشيطان لا يأتي للإنسان ليقول له: ازن، أو ليقول له: اكفر، وإنما يتدرج معه خطوة خطوة، ولعلك سمعت بقصة هذا العابد الذي عبد الله سبعين عاماً، وكان في عصره جماعة من الشباب أرادوا الجهاد في سبيل الله تعالى وكانت لهم أختٌ فقالوا: مع من نتركها؟ فلم يجدوا أحداً إلا هذا العابد الراهب ليضعوها عنده ولكنه أصر في أول الأمر على عدم قبولها، ومع الإلحاح قبلها وأمر ببناء بيت وحيد لها، وكان يحمل الطعام من صومعته إليها وهي مغلقة بابها، فإذا ما صعد إلى صومعته نادى عليها فنزلت فأخذت طعامها ودخلت، ثم جاءه الشيطان فقال: ما المانع أن تُدخل الطعام إلى داخل الباب لعل أحداً أن يراها فيقع معها في الحرام فتتهم بذلك، وفعلاً فعل، ثم جاءه فقال: ما المانع أن تأكل معها؟ وفعل.. ما المانع أن تجالسها؟ وفعل.. وما المانع، ما المانع، حتى كانت النهاية أن فعل معها ما حرم الله، ثم حملت فجاء الشيطان إليه فقال: إنك ستفضح أيها العابد أرى أن تقتلها وأن تقتل ولدها، وفعلاً قتلها وقتل ولدها، ودفنهما، ثم جاء إخوانها من الجهاد فلما ذهبوا لأخذها قال: لقد ماتت رحمها الله وكانت صوامة قوامة صالحة، فرجعوا وهم يحوقلون ويشكرونه على صنيعه، ولكن الشيطان جاءهم في المنام وقال: إن هذا العابد كاذب، إنه قتل أختكم وقتل ابنها من الزنا وإن لم تصدقوني فاحفروا المكان الفلاني والفلاني، فلما حفروا وجدوا ما قاله الشيطان يقيناً، فحملوه إلى الحاكم ليقتص منه، فجاءه الشيطان وهو على حبل المشنقة وقال: أنا الذي أدخلتك في هذا كله وأنا القادر على إخراجك منه إن سجدت لي، فلما سجد له ركله بقدمه، ولذلك قال الله تعالى: (( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ))[الحشر:16].
فالذي أوصيك به هو الحل الوحيد التوقف نهائياً عن أي كلام حتى وإن كان بريئاً، ولا تضحك عليك نفسك ولا يضحك عليك الشيطان من المرة الأولى قد مرت وأنك واثقة من نفسك؛ لأن هذه الثقة إنما هي وهم، لأن المرأة إذا التقت مع الرجل تفقد كثيراً من سيطرتها وتركيزها، ولذلك توبي إلى الله تبارك وتعالى، وأكثري الندم على ما فعلت، واعقدي العزم على عدم العود تحت أي ظرف مطلقاً، واجعلي الله تبارك وتعالى نصب عينيك لأنه يعلم سرك ونجواك، فاستحي منه استحياءً يحول بينك وبين معصيته، وأقبلي على الطاعة والعبادة، واجتهدي في قراءة القرآن.
وإن أكرمك الله بشيء من الصيام أو القيام فحسن، وأكثري من الدعاء أن يغفر الله لك وأن يتوب عليك، واعلمي أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فاحرصي أن تكوني تائبة متطهرة حتى تأتيك محبة الله وحتى يرزقك الله بزوج صالح مستقيم: إما هذا الشاب أو غيره.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والاجتهاد في الدراسة حتى تتميزين فيها وتشغلين عن هذه الترهات التي تشغل الكثير من الفتيات.
والله ولي التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل الذنب الذي ارتكبته بحق أحدهم سيعود لي؟ | 1586 | الأربعاء 29-07-2020 04:29 صـ |
أريد التغلب على الشيطان ونسيان الماضي، فكيف يمكنني ذلك؟ | 1484 | الأحد 19-07-2020 06:12 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1898 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟ | 892 | الثلاثاء 14-07-2020 05:31 صـ |
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ | 1205 | الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ |