أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي والخوف من الأماكن المغلقة وكيفية التخلص منه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاف من الأماكن المغلقة والمزدحمة، حتى في الشوارع العامة، وقد بدأ ذلك قبل سنتين، والآن أعاني منها ولا أستطيع الصلاة مع الجماعة في المسجد، ولا أستطيع الدخول إلى الأماكن المغلقة، وإن دخلت فلا أستطيع أن أطيل فيها، ولا أستطيع الذهاب إلى أي اجتماع في العمل، ويشتد الخوف عند الازدحام أمام الإشارات المرورية وعند مراكز التفتيش.

والأعراض التي أواجهها هي عبارة عن ضربات سريعة في قلبي، ويتعرق جسمي وأشعر أني فاقد للتوازن في جسمي ويجف لساني، ولكن إذا خرجت من هذا المكان أرجع لوضعي الطبيعي، وأنا الآن على وشك الزواج، ولابد من إجراء تحليل قبل الزواج، ولا أستطيع الذهاب إلى المستشفى من شدة الخوف، فماذا أفعل؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبااااادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تعاني من مخاوف عامة ومخاوف من الأماكن المغلقة، ولديك أيضاً درجة من الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، والمبادئ العلاجية المعروفة للخوف هي المواجهة، فهي تعتبر العلاج الأساسي والمفيد جدّاً، ويجد البعض صعوبة في تطبيق هذا العلاج، ولكن الاستعانة بالأخصائي النفسي في بعض الأحيان ربما تكون مفيدة أو حتى الاستعانة بصديق يتفهم مثل هذه الحالات.

ونصيحتي لك هي أن تعرض نفسك لمصادر الخوف، والتعرض أولاً يكون في الخيال، فاجلس يومياً لمدة نصف ساعة صباحاً ومساءً في مكان هادئ وتخيل أنك في مواجهة وأنك دخلت أحد الأماكن الضيقة وأن المصعد قد تعطل لمدة نصف ساعة، وتأمل هذا الموقف ثم بعد ذلك تخيل بقدوم العامل لإصلاح المصعد وتم فتحه، فعش مثل هذا الخيال بقوة وشدة، وعليك أيضاً أن تتأمل بأنك تصلي بالناس وأنك في مناسبة اجتماعية كبيرة وأنت الذي تستقبل الضيوف وهكذا.

وربما يفضل أن تكتب في ورقة كل المخاوف التي تعاني منها، ثم عش الخيال لمدة خمس دقائق في مواجهة كل واحد من هذه المخاوف، ويمكنك أن تبدأ بأقل المخاوف ثم الأشد فالأشد، فهذه طريقة جيدة ولكن لابد أن تدعمها بالمواجهة في الحقيقة وفي الواقع، بمعنى أن تدخل هذه الأماكن الضيقة برفقة الآخرين، ثم بعد ذلك تدخلها وحدك، ولابد أن تجري حواراً نفسياً معرفيا داخلياً مع نفسك بأن تحقر هذه الأفكار، لماذا أخاف ولماذا لا أكون مثل الآخرين، فهذا مجرد قلق وهذا مجرد خوف مرضي وليس أكثر من ذلك.

وعليك أن تتأكد أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أو يقومون برصدك، وعليك أن تتأكد أن ما يحدث لك من رعشة وخفقان وضربات هو مجرد تفاعل كيميائي ناتج عن إفراز مادة تعرف باسم (أدينالين)، وأنه لن يحدث لك أي شيء.

ويمكنك أيضاً أن تقوم بإجراء بعض تمارين التنفس العميق، فحين تحس بهذا الخفقان خذ نفساً عميقاً بقوة وشدة، ثم بعد ذلك أخرج الهواء، فهذا يساعد كثيراً.

وعليك باللجوء إلى العلاج السلوكي الجماعي، فممارسة الرياضة الجماعية تفيد كثيراً، والجلوس في حلقات التلاوة مع من تعرف من الإخوة الأخيار والصالحين، فهذه المجالس فيها الكثير من الطمأنينة، وهذه كلها وسائل علاجية جيدة، ولا أرى أنه يوجد أي سبب يمنعك، وعليك فقط إعادة الثقة بنفسك والمواجهة.

ويبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي فعال جدّاً، وأعتقد أن الأدوية سوف تساعدك بصورة ممتازة في تطبيق العلاج السلوكي، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم (زيروكسات)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة (10 مليجرام) – نصف حبة – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة بنفس المعدل – أي نصف حبة كل أسبوعين – حتى تصل إلى الجرعة العلاجية وهي حبتين في اليوم، وبعد شهرين إن شاء الله تعالى سوف تختفي هذه المخاوف بصورة تامة إذا تناولت الدواء بصورة صحيحة وطبقت الإرشادات السابقة.

واستمر على هذا الدواء بجرعة حبتين يومياً لمدة ستة أشهر، وفي ذلك الوقت يكون الزواج قد تم دون أي صعوبات ودون أي مشاكل، وبعد انقضاء الستة أشهر ابدأ في تخفيض العلاج بمعدل (نصف حبة) كل شهرين، حتى تتوقف عنه.

إذن حالتك مشخصة وهي بسيطة، فعليك بالمواجهة وعليك بتحقير فكرة الخوف، وتأكد أن ما يحدث لك من أعراض جسدية هو مجرد تفاعل بيولوجي ناتج من الخوف، وعليك بتناول الدواء الذي وصفناه لك.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.
==================
للاستزادة يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارة (280622).

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
حياتي أصبحت صعبة بسبب الخوف كيف أتخلص من ذلك؟ 1057 الأحد 10-05-2020 03:25 صـ
ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي وضعف الشخصية؟ 1473 الخميس 02-04-2020 05:06 صـ