أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sausa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النشرة الخاصة بالأدوية أصبحت إلزامية على شركات الأدوية من الناحية القانونية، ولابد أن تذكر فيها كل الأعراض الجانبية، حتى ولو حدث هذا العرض لواحد من مليون شخص، وإذا اطلعت على جميع نشرات الأدوية حتى البنادول - الذي يستعمل بصفة يومية بكميات ضخمة جدّاً، ويمكن للإنسان الحصول عليه دون أي وصفة طبيبة - له آثار جانبية كثيرة جدّاً، وبعضها مخيف، فهو قد يؤدي إلى فشل الكبد، وكذلك الأسبرين قد يؤدي إلى نزيف في المعدة، ولكن هذه الأعراض أعراض قليلة ونادرة الحدوث.

فأرجو أن لا تنشغلي مطلقاً بما يكتب في هذه النشرات، فهي مطلب قانوني، وحق أيضاً للمريض أن يتعرف على كل أثر جانبي حدث من هذا الدواء في مرحلة التجارب العلمية على الأقل.

والزيروكسات من الأدوية السليمة جدّاً، ومن الأدوية قليلة الآثار الجانبية، وهذا الدواء الآن في الأسواق منذ حوالي اثني عشرة سنة دون أي مشاكل حقيقية، فأرجو أن تطمئني.

والجرعات الصغيرة لا تعني أن الدواء سوف يكون سليماً، وإنما قد تكون قليلة الآثار الجانبية، ولكنها لا تؤدي الفعالية العلاجية المطلوبة، والجرع تحكمها قوانين بيولوجية وكيميائية، وعموماً إذا أنت مرتاحة على جرعة الخمسة مليجرام فهذا شيء جيد، ولكني لا أعتقد من الناحية العلمية أن هذه الجرعة سوف تكون فعالة.

وأعرف أنه يوجد من استفاد من جرعة عشرة مليجرام – أي: نصف حبة – وإن كانت الجرعة العلمية هي حبة كاملة – عشرين مليجرام – علماً بأن الزيروكسات يمكن أن يتناوله الإنسان حتى أربع حبات في اليوم – أي: ثمانين مليجرام – وهذا يعني أن درجة السلامة في هذا الدواء عالية جدّاً.

إذن: سأتركك مع تجربتك الشخصية، فإذا أفادتك الخمسة مليجرام فهذا أمر طيب واستمري عليها، وإذا لم تفدك فتأكدي أنك إذا تناولت حبة كاملة فلن تحدث لك أي آثار جانبية، وربما تكون الخطوة الكاملة إذا لم تتحسني على جرعة الخمسة مليجرام أن ترفعيها إلى نصف حبة، فهذا هو منطق الأشياء، وهذا هو الأفضل.

والتحسن من الأدوية في كثير من الأحيان يكون ليس للفاعلية الكيميائية فقط، ولكن اعتقاد الشخص وقناعاته بالدواء والسمعة التي اكتسبها الدواء أيضاً، تعطي نوعاً من الدفعة العلاجية المفيدة.

ويمكنك مراجعة علاج الاكتئاب سلوكياً في الاستشارات التالية: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.