أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن البيانات المعطاة ليست كافية للوصول إلى تشخيص قطعي لأنك لم تذكري التوضع ومساحة الإصابة وهل هي مؤلمة أم لا وكم مرة حصلت على الرغم من التكرار، وهل هي مرتبطة بشيء معروف كارتفاع الحرارة معها أو قبله؟ وهل تختفي تماماً أم لا؟ وهل هناك ضخامة عقد ليمفاوية تحت الفك الأسفل أم لا؟ وهل تمت زيارة طبيب وما هو تشخيصه؟ وهل استعملت دواء وما اسمه وهل أثر على مسيرة المرض أم لا؟
ومع ذلك فسنناقش الموضوع بشيء من الاختصار، وأول ما يتبادر للذهن لحويصلات ناكسة على الفم ومدتها أسبوع هو الهربس أو العقبول الفموي، ولكنه لا ينكس كل ثلاثة أيام بعد الشفاء، وقد ناقشنا العقبول الفموي - الهربس - في استشارات سابقة.
فالهربس هو مرضٌ فيروسي غالباً ما يكون ناكسا (أي يعود مرةً أخرى بعد علاجه)، ويظهر غالباً في نفس الموضع كلما انخفضت مقاومة المريض الحامل لهذا الفيروس، مثل المرض وارتفاع الحرارة (يسمى في بعض البلدان حرارة أي ما بعد الحرارة) واسمه العلمي العقبول، أي الذي يتلو، والمقصود أنه يتلو إما المرض أو التعب، أو الإجهاد، أو السهر، أو الخوف الشديد، أو القلق الحاد، أو الدورة الشهرية.
وحتى الآن لا يوجد علاج يقتل الفيروس ويتخلص منه إلى الأبد، ولكن يوجد علاج يُسيطر عليه ويقلل من تكاثره ومن شدة هجماته:
ومن هذه العلاجات (آسايكلوفير) الذي يوجد منه حبوب تُعطى خمس مرات في اليوم لمدة خمسة أيام في الهجمة الأولى، ويوجد منه كريم لعلاج المرض عند النكس، ويُدهن أيضاً خمس مرات يومياً لمدة خمسة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن، وذلك عند أول شعور لظهور الاندفاعات، كما يوجد منه شراب للأطفال وأيضاً مستحضر للحقن الوريدي، ثم ظهر بعد ذلك تطوير للعلاجات، منها ما يقلل دورة العلاج ومنها ما يقلل عدد الجرعات اليومية مثل (الفامفير والفالاسيكلوفير)، ثم توالت الدراسات والمحاولات لإعطاء أقل جرعة للسيطرة على المرض خاصةً الناكس أكثر من ستة مرات سنوياً.
والذي أختاره هو أخذ حبة مرتين يومياً من فالتريكس 500 ملغ لمدة ثلاثة أيام فقط قبيل ظهور الاندفاعات، كما يمكن إعطاء كبسولة واحدة يومياً ولمدة سنة، وهذا يُسيطر على النكس بشكل يُرضي المريض.
ونؤكد بأنه لابد من تحسين الحالة العامة للجسم، وتحسين المقاومة والمناعة، وذلك بالغذاء الجيد المتوازن، والرياضة، وإصلاح الحالة النفسية باتخاذ أسبابها، وهذا مفيد للمريض وغير المريض، ولا تؤخذ هذه الحبوب إلا بعد توثيق التشخيص عند الطبيب المتخصص.
كما أن كلمة حبيبات تترك ثقوب في اللسان قد تعني أكثر من شيء، وإن من هذه الاحتمالات ما يلي:
1- القلاع الناكس أو المتكرر، وهو عبارة عن تقرحات سطحية بيضاء مُحاطة بهالة حمراء، وهي مؤلمة تدوم أسبوع لأسبوعين، ثم تزول تدريجياً وعفوياً، وعلاجها بالمطهرات الموضعية والغذاء الجيد، ورفع المقاومة، وأحياناً يلجأ إلى المخدر الموضعي لو كانت مؤلمة بشدة، وهناك مستحضر ميبو الذي قد يسرع عملية الاندمال أو مستحضر سيلكوسيريل الفموي.
2- الاندفاعات الدوائية، وهي حالة تحسسية بسبب تناول أدوية لا يتحملها المريض، مما يؤدي إلى حويصلات أو تقرحات أوتشققات مؤلمة، وغالباً ما تكون مترافقة باندفاعات جلدية خارج الفم، وهي غالباً تنكس وترجع بعد أخذ نفس الدواء أو مركبات من مشتقات الدواء، والعلاج السببي هو بعدم تناول الدواء ولا مشتقاته، ثم بأخذ الكورتيزونات والمطهرات.
وأخيراً تقرحات سوء التغذية التي تأتي من عدم تناول الغذاء الصحي، أو غير الحاوي على الفيتامينات، فإن كان غذاؤك متوازناً فعليك بنسيان هذه الفقرة.
وأخيراً زودونا بالبيانات الكافية، كما ننصح بمراجعة طبيب أخصائي للفحص والمعاينة والتشخيص فالناظر الفاحص غير القارئ أو السامع.
والله الموفق.