أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا تعارض بين الاستقلال بالشخصية والالتزام بمبادئ الإسلام العامة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن القلم يعجز عن البوح، والكلمات تعجز عن التعبير، ولا يبقى سوى صادق المشاعر نترجمها لكم بخالص الدعاء لله بأن يثيبكم الفردوس الأعلى لما تقدمونه من خير لهذه الأمة.
أما بعد:
فإن لدي سؤالاً أود أن تفيدوني فيه أفادكم الله، فمن المعلوم أن الإسلام يحث المسلمين على حسن الأخلاق، وبذلك يتميز المسلمون عن غيرهم، ولكن إذا أصبح جميع المسلمين يتسمون بهذه الصفات، كيف السبيل إلى أن يحافظ كل منهم على شخصيته المستقلة؟
هذا ولكم جزيل الشكر والامتنان.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ظافر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا تعارض بين الالتزام بالأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام وبين الاستقلال بالشخصية، بل إن المسلمين إذا التزموا بأخلاق الإسلام فإن ذلك يدل على استقلالهم وبعدهم عن الضعف والتشبه بالآخرين، ولا شك أن أصابع اليد الواحدة مختلفة، والناس مختلفون ولا يزالون، ولذلك فإن التفاوت والتمايز لابد أن يحصل.
ولكننا نريد أن نقول: إن المسلم مطالب بالتمسك بالأخلاق الفاضلة ليس من باب المحاكاة للآخرين، ولكن المسلم يلتزم؛ لأن الله أمرنا بالتمسك بمكارم الأخلاق، ولا يكون المؤمن إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن عليه إن أحسن الناس أن يحسن وإن أساؤوا بأن يتجنب إساءتهم.
وهذا هو الاستقلال الحقيقي للشخصية، ولا يخفي عليك أن الله سبحانه قسم الأخلاق كما قسم الأرزاق، ولذلك فإن الناس لابد أن يتفاوتوا وتظهر ملامح شخصية كل إنسان بالإضافة إلى اختلاف الناس في تأثرهم واستفادتهم من المواعظ والتوجيهات، وكل إنسان له صفات جيدة وطيبة وأخرى سيئة.
والسعيد هو الذي يجتهد في تعميق الصفات الطيبة وتصويبها؛ لتكون لله؛ لأن الإخلاص فيها لله يضمن استمرارها وكمالها، ثم عليه أن يحاول تغيير السلبيات، فإن عجز فعليه أن يغير مجاريها وذلك بأن يجعل الغضب لله، ويجعل الفخر على أعداء الله، كما جاء في الأثر (إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الإكثار من اللجوء إلى من يهدي لأحسن الأخلاق، والمسلم يخالف أعداء الله ويتمسك بطاعة ربه ومولاه.
وأرجو أن أعلن لك عن سعادتي بهذه الاستشارة، ونحن نؤمل في الشباب الخير الكثير، ونسأل الله أن يحفظكم ويسدد خطاكم، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وكن على ثقة أن موقعنا وقلوبنا مفتوحة لشبابنا، وشرف لنا أن نخدم الشباب المسلم.
وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟ 1261 الثلاثاء 28-04-2020 05:08 صـ
ما علاج كثرة الفزع والخوف عند دخول أي أحد علي؟ 1564 الاثنين 20-04-2020 04:41 صـ
بفضل الله ثم بفضلكم عدت لحياتي، فشكراً لكم إسلام ويب 2730 الأحد 19-04-2020 03:56 صـ
كيف أنشغل بعيوبي وأسعى لإصلاحها؟ 985 الأربعاء 08-04-2020 04:04 صـ
كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ 893 الأربعاء 15-04-2020 02:28 صـ