أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالات الحزن المستمر وارتباطها ببعض العقاقير النفسية والحالة النفسية القلقية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة (276562) وأخرى مرتبطة بها، كانت حالتي في البداية: اعتقاد بأنني مريض، خوف من الموت، حزن شديد، فقدان المحيط لقيمته، فقدان الانشراح.

أنهيت فترة من العلاج مدتها ثلاثة أشهر، خلالها استعملت لوديوميل وزيبام، حصل تحسن - والحمد لله - عدت إلى الطبيب، فأرشدني إلى تخفيض زيبام إلى مرة واحدة بمعدل ربع حبة مدة شهر، مع رفع لوديوميل إلى حبة واحدة لشهر لمدة ثلاثة أشهر، علماً أن مرحلة العلاج الأولى كانت ربع حبة زيبام مرتين في اليوم، ونصف حبة لوديوميل.

المهم أن المخاوف من الموت ومن المرض اختفت - والحمد لله - وهنا أود أن أشكر الشيخ الهنداوي على إرشاداته، وللإشارة فقد تواصلت معه طيلة هذه المدة.

الآن أنهيت شهراً وبضعة أيام، ولكن تنتابني حالة حزن أحياناً:

1- هل ذلك مرتبط بالتوقف عن استعمال زيبام بحكم أنه تتعود عليه الذات كما أكدتم لي سابقاً؟

2- كيف تفسرون هذا الأمر؟ هل هو تحسن بطيء؟ هل هذه المدة كافية؟

3- للتوضيح أشعر بالحزن والاكتئاب، خاصة خارج أوقات العمل، فما هي أسباب حالتي هذه؟ لقد حاولت جاهداً معرفتها، إذا كان مفيداً أستعرض عليكم حياتي الشخصية لاحقاً.

حفظكم الله ورعاكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، أذكر استشاراتك السابقة كما تفضلت، وما يقدمه الشيخ الهندواي - حفظه الله - من إرشادات سلوكية قيمة أعتقد أنها ركيزة علاجية أساسية، فأرجو - أخي الكريم - أن لا تتخلى عن هذه، وأرجو أن تجعلها منهجاً لحياتك؛ لأنها سوف تساعدك كثيراً.

بالنسبة لما تحس به الآن من حالة من الحزن في بعض الأحيان، يُعرف تماماً أن تغلب المزاج هو جزء من الطبيعة البشرية فقط هنالك بعض الناس ربما يكون حساساً، ويستشعر الأحزان، وعسر المزاج أكثر من غيره في نظري هذه لا تعتبر انتكاسة حقيقية، ربما يكون مجرد نوع من التغير في المزاج - كما ذكرت - وحين تأتيك هذه النوبات لابد أن تتذكر اللحظات الطيبة في حياتك، لابد أن تتذكر أنك قد تحسنت في مرحلة من المراحل، لابد أن تحاور ذاتك وتقنع نفسك أن هذه اللحظات هي لحظات مؤقتة - إن شاء الله - وهنالك أيضاً ما يعرف بعدم القدرة على التوافق مع المحيط أو مع الذات، وهذا يحدث من الناس مما يجعلهم يحسون بشيء من الأحزان، وعدم الارتياح.

وأنت ذكرت أن هذا الاكتئاب ينتابك خارج العمل، هذا يعني أن لديك شيئاً من عدم القدرة على التكيف، وأنت تتكيف مع أوضاع معينة، بالتأكيد أنت تكون مشغولاً بعملك ومحباً لعملك وبعد ذلك حين تخرج من العمل تفقد هذا المحيط بكل التزاماته ومهنيته وتواصله، وبعد ذلك تحس في خارج العمل بهذا النوع من عدم الارتياح الذي يصيبك، والذي أنصح وأرشد به أن تفكر دائماً أن هذه اللحظات هي لحظات مؤقتة، وأن لا تدعها تسيطر عليك.

ولابد أن تضع برامجاً فعالة لنفسك، تذكر أن العمل هو إنجاز، ولكن أيضاً الإنسان يحتاج إلى راحة بعد العمل، وإلى التواصل، ويحتاج إلى الذهاب إلى حلقات القرآن، ويحتاج أيضاً لممارسة الرياضة، وهذه أشياء جميلة جداً يمكنك أن تملأ بها وقتك، وفي نظري هي وسائل تأهيلية مهمة جداً.

لا أعتقد أن الاكتئاب الذي ينتابك هو مرتبط بالتوقف عن الزيبام؛ لأنه في الأصل ليس مضاداً للاكتئاب، هو ربما يؤدي إلى استرخاء وارتياح، ويعتقد بعض الناس أنه معالج للاكتئاب، ولكنه ليس معالجاً للاكتئاب؛ مما يجعلني أفكر ربما يكون مكون القلق عندك مرتفعاً، بعض الناس تكون لديهم النوبة القلقية شديدة وقوية، وهذا يعطي انطباعا بأن الحالة اكتئابية.

عموماً - أخي - أرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشادات، في نظري أن الاستمرار على الوديوميل أو على أي من مضادات الاكتئاب الأخرى سيكون أمراً مفيداً بالنسبة لك، فهذه الأدوية هي سليمة وجيدة وفعالة، أنت لم توضح جرعة الوديوميل، ومثل حالتك تحتاج إلى 50 ملم في اليوم.

أخي الكريم، أنا لا أعتقد أن مدة العلاج كافية، والحكمة العلاجية التي يؤمن بها أن الإنسان ما دام يشعر ببعض الأعراض، وما دام الدواء قد أفاده فلماذا لا يستمر عليه حتى ولو كان ذلك لسنين؛ لأن الأدوية فعّالة وجيدة، وهذه الجرعة بسيطة جداً، الأبحاث تقول إن الإنسان يمكن يتوقف عن الدواء بعد ستة أشهر من شعوره التام بالتحسن؛ لأن هذه المدة الوقائية تعتبر مهمة جداً، والمدة الوقائية التي يتناول في الإنسان الدواء بالرغم من تحسنه وهي ستة أشهر أجمعت الأبحاث أنها هي أقل مدة مطلوبة أن تضمن أن لا يصاب الإنسان بأي انتكاسات.

أخي الكريم، لا بأس أن تستعرض حياتك، ولكن نحن نرى أن الماضي بخيره وشره هو نوع من التجارب، وليس أكثر من ذلك، والنظرية القديمة التي تقول أن الطفولة والتنشئة والصعوبات التي تحدث للناس في حياتهم ربما تنعكس عليهم مستقبلاً..هذه النظرية مع احترامي لها لكنها الآن أصبحت مهزوزة جداً.

الناس يجب أن تنظر لتجاربها السابقة كتجارب يستفاد منها لتطوير الحاضر ولتقوية المستقبل، وأن يعيش الإنسان دائماً على أمل.

أخي: أرجو أن تطمئن تماماً، وأرجو أن تتبع إرشادات الشيخ الهنداوي وأرجو أن تستمر على الدواء لفترة أطول، ولا داعي مطلقاً أن تناول الزيبام، وأنا على ثقة كاملة أن حالتك بسيطة - وإن شاء الله - سوف تكون على خير.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2821 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2747 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1020 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2072 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1533 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ