أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرضا بقضاء الله وقدره يشعر الإنسان بالأمن والاطمئنان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب في حالة اجتماعية متوسطة، لا أعرف لماذا أحس دائماً بأني لا أحس بالأمان والسعادة؟! ودائماً أحس أن فيّ شيئاً ناقصاً، لا أعرف ما هو؟!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن سعداء حقاً بتواصلك معنا - ولدى أحمد - ونرحب بك وبإخوانك الشباب، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة ومن كبار علماء المسلمين الذين يرفعون شأن أمة الإسلام.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما ذكرت لك نحن سعداء فعلاً باتصالك بنا، ونؤكد أننا هنا بالموقع سنظل في انتظارك دائماً أنت ومن هم في مثل سنك في طرح أو مناقشة أي موضوع، فاتصل ولا تتردد مهما كان سؤالك، فنحن هنا دائماً في خدمتك.
وموضوعك موضوع سهل وبسيط لو وقفت على حقيقته، فأنت تعلم - يا ولدي - أن الله جل جلاله قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن ما قدره الله لابد أن يحدث ويقع كما أراد الله، وأن هناك قضيتين كبيرتين هما أهم شيء في هذا الوجود، وهما: قضية الرزق، وقضية الأجل، فلو فهمنا أن الأرزاق بيد الله وحده، ولا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن تؤثر في الرزق مطلقاً، ولا أن تمنع أحداً رزقاً قدره الله له. ومن ثم لا يمكنها أن تزيد في رزق أي مخلوق؛ لأن الخزائن بيد الله وحده، وحتى ليست بيد الرسل أو حتى الملائكة، لو فهمنا قضية الأرزاق والمستقبل والغنى والفقر والنجاح والرسوب بهذه الطريقة لاستراحت نفوسنا واطمأنت قلوبنا، ولكن غموض هذه القضية لدى الإنسان أو عدم وضوحها هو الذي يترتب عليه عدم الشعور بالأمان أو الإحساس بالاطمئنان؛ ولذلك -ولدي العزيز أحمد- رجاء ألا تشغل بالك بالمستقبل أو أي أمر يتعلق بالرزق؛ لأنه بيد مولاك وحده دون سواه فالمستقبل بيد الله وحده والغني من أغناه الله، والقوي هو من قواه الله، والسليم هو من عافاه الله، والعكس كذلك، فكل شيء بيد الله دون ما سواه.

وإنما المطلوب مني ومنك ومن الخلق جميعاً هو القضية الثانية، هو قضية العمل، فهذا هو دوري ودورك، والمطلوب مني ومنك، حيث قال جل شأنه: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] فوظيفتنا التي حددها الله لنا هي العبادة والاستقامة على الدين، والعبادة ليست هي مجرد الصلاة أو القيام أو الحج أو أركان الإسلام فقط، وإنما هي كل شيء يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة - التي يفعلها الإنسان بجوارحه كاليد والعين والقدم - والباطنية -وهي أعمال القلوب- فالدراسة عبادة، والسعي على الأرزاق عبادة، وزيارة الأرحام وصلتهم عبادة، والحرص على التفوق العلمي لخدمة الإسلام عبادة، وإزالة الأذى عن الطريق عبادة، وطلب العلم الشرعي عبادة، فما عليك إلا أن تذاكر وتجتهد وتنوي خدمة الإسلام، واترك قضية الرزق والأجل لله - سبحانه وتعالى - فهو يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم، فاجتهد وذاكر، واحرص على الطاعة والعبادة، وأكثر من الدعاء لنفسك بخيري الدنيا والآخرة، وأبشر بكل خير.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد تفسيرا لكل ما يحدث لنا! 1505 الأحد 14-06-2020 05:54 صـ
هل كل شيء يحدث له غاية؟ 6279 الاثنين 30-03-2020 06:05 صـ
ما الذي يجعلني أتبع الدين بدون قيود؟ 2531 الثلاثاء 24-03-2020 05:50 صـ
كيف أتقبل فشلي في اختبار القرآن؟ 5333 الأحد 22-12-2019 12:29 صـ
كيف أجمع بين الرضا والدعاء؟ 4754 الثلاثاء 09-04-2019 07:03 صـ