أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Awad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذاكرة بمعنى الاستيعاب والوعي وتخزين المعلومات، وهذه قد تبدأ عند بعض الناس في سن الرابعة، ولكن تكون أوضح من عمر الخمس سنوات، علماً بأن بعض الأحداث قد تخزن في العقل الباطني من بعد الولادة، ولكن هذه لا يستوعبها الإنسان أو قد لا تأتي لوعيه مطلقاً، أو تأتي في الوعي عند وقت الحاجة، ومنها الغريزة، وهي قائمة على نوع من التذكر ونوع من التجارب.

من أفضل الطرق لتحسين الذاكرة لدى الإنسان هو: أن ينظم الإنسان وقته، وأن يأخذ الوقت الكافي من الراحة، ويجب أن يوزع الوقت بالصورة المتوازنة، وأن لا يقوم بعمل شيء على حساب شيء آخر.
النوم والراحة من محسنات الذاكرة، وأيضاً الرياضة تحسن الذاكرة بشكل واضح، ولا شك أن الاطلاع والقراءة والحفاظ على قراءة القرآن وحفظه أيضاً من المدعمات الأساسية لتحسين الذاكرة، كذلك التكرار يقوي من الذاكرة، ومحاولة التركيز على أمر واحد وعلى موضوع واحد أيضاً يقوي من الذاكرة لدى الإنسان.

من الأشياء التي قد تؤدي إلى تشتت الذاكرة أو التركيز بالضبط هو القلق، فإذا وجد أي نوع من القلق النفسي يجب أن يعالج.

أما بالنسبة لضعف الذاكرة عند الإنسان، فهنالك ضعف من النوع الطبيعي يأتي مع تقدم السن، ولكن الإنسان يزداد حكمة ومعرفة وصلابة من ناحية المعلومات التي يستوعبها، ولكن ربما لا يكون بنفس وقوة التذكر خاصة للأحداث القريبة.

أما ضعف الذاكرة المرضي، فله أسباب كثيرة؛ ويأتي أيضاً مع تقدم العمر، وإن كان ما يعرف بعلة (الزهايمر) هي السبب الرئيسي لضعف الذاكرة أو العته أو الخرف قد تأتي في وقت مبكر من عمر الأربعين سنة، وإن كانت هذه حالة نادرة، ويعرف تماماً أن 5% من الناس بعد عمر 65 سنة يصابون بضعف عضوي وحقيقي في الذاكرة 20 %، وبعض الناس عند عمر 85 سنة يصابون بضعف الذاكرة، ولا شك أن النساء أكثر استعداداً بالإصابة بضعف الذاكرة؛ خاصة إذا وجد تاريخ مرضي.

هنالك أسباب لضعف الذاكرة منها أمراض الغدد خاصة ضعف الغدة الدرقية، ونقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين B12، ولذا فما يخص بالمأكولات لا نقول إن هنالك مأكولات خاصة تساعد في تقوية الذاكرة، ولكن التوازن الغذائي هو المطلوب.

ومن أسباب ضعف الذاكرة أيضاً التجلط بإصابة الشريان الذي يحدث مع أمراض السكري والضغط والسكتات الدماغية.

وبالله التوفيق.