أرشيف الاستشارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم مشكلتي بعد أن نصحني الجميع بضرورة إيجاد حل لما أعانيه، أنا أدرس دكتوراه في بريطانيا، ولي الآن خمس سنوات منذ أن أتيت للدراسة، مع العلم بأني دائمة الاتصال بالأهل، وأذهب لرؤيتهم كثيراً، في إحدى الزيارات توفي أبي الذي كان يعاني من جلطة في المخ 15 سنة، وكنت أنا وأمي من وجده متوفياً، الكل كان قلقاً علي من هذا الأمر، لكون لدي تاريخ من الخوف من رؤية أي شيء له علاقة بالموت.

وحالة الخوف هذه معي منذ أن كنت طفلة، وكنت كثيراً أرى أحلاماً مزعجة، وأخاف النوم في الظلام، وحتى في الغرفة وحدي، إلا أنني لم أرتبك من وفاة أبي، وكنت أعتقد أني قوية، علماً بأنه قبل حوالي 20 يوماً من وفاة أبي توفيت أخت زوجة أخي، وعمرها في العشرين، عدت بعد خمسة أيام من وفاة أبي إلى بريطانيا، وكنت في ذلك الوقت أسكن مع طالبتين في بيت، وكانت إحداهما كثيرة الشكوى، ومعالجة الأمور بعد تضخيمها وجعلها محور الحياة، لدرجة كنت أتعمّد البقاء في الجامعة حتى وقت متأخر حتى لا أضطر للعودة إلى البيت وسماع الشكوى.

مع العلم بأني كنت أشعر بالذنب لها، وحتى لا أطيل تركت البيت وذهبت للسكن مع الطلبة، وشعرت طوال هذه الفترة بالذنب لترك الفتاة، كنت أستطيع النوم، ودائمة القلق والتفكير، وزاد ذلك مع ضغط الدراسة، إلا أنني - والحمد لله - كنت متفائلة، رغم كل شيء، وأحاول أن أدفع من معي إلى التفاؤل، وزرت بلدي ولم أشعر بشيء، آخر زيارة لي لبلدي كنت متحمسة جداً، ولكن فور وصولي بدأت أشعر بالضيق، على الرغم أني أحب أهلي وبلدي بشدة، وأتمنى اليوم الذي أعود فيه، بدأت أشعر بأني سأموت، وكنت أحاول السيطرة عليه، وعدم إخبار أحد حتى عدت إلى بريطانيا، واستمر الشعور مع كل أعراض الخوف الشديد، وبدأت أخاف على أهلي، وأشعر في كل لحظة بأني سأسمع خبراً سيئاً، أحاول السيطرة على هذا الشعور.

أقرأ القرآن كثيراً، وأحاول أن لا أفوّت الأدعية، بدأت أكره الدراسة أو الاهتمام بنفسي، وخاصة أني غير متزوجة، وأشعر بأني لن أثاب على ذلك، أخبرت إحدى أخواتي وطلبت مني رؤية الطبيب، وبالفعل قمت بذلك، أجرت الطبيبة فحوصات دم، وما زلت أنتظر النتيجة، أعلم بأن عندي مشكلة نفسية، ولا أعرف ما إذا كان الذهاب إلى طبيب نفسي في بريطانيا هو الحل الصحيح؟ وخاصة بأني لا أستطيع أن أذهب إلى بلدي، وأعيش هنا وحدي، ولن أستطيع أن أضمن بأن الطبيب سيكون مسلماً، أنا -بحمد الله- ملتزمة، وإن كنت أحياناً أشك في ذلك ومؤمنة أن الموت حق.

أعتذر على الإطالة، أرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.