أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عظم جريمة العقوق وكيفية التوبة منها بعد موت الوالدين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد توفيت أمي منذ فترة، وكنت أثناء حياتها أرد عليها كلمة بكلمة، وكنت أخاصمها كثيراً، وأشعر أني كنت عاقة، فأريد أن أبرها بعد وفاتها، فماذا أفعل؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك ولوالدتك.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فكما لا يخفى عليك أن هذا الإسلام العظيم الذي شرفنا الله بالانتساب إليه قد أعطى كل ذي حق حقه، وأمرنا بضرورة مراعاة الحقوق مع اختلاف المنازل والرتب، فأعظم الحقوق حقه جل وعلا ثم حق نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأتي بعد ذلك حقوق العباد جميعاً وعلى رأسهم يأتي حق الوالدين، وكذلك حق الزوج والأرحام والأولاد والجيران حتى الحيوان، كل له حق قدره الشرع وبينه حتى لا يعتدي أحد على حق غيره ولا ينكره أو يتنكر له.

وقد بين الشرع أن أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله هو حق أصحاب الفضل الأكبر من البشر جميعاً وهما الوالدان، ولا يخفى عليك ما ورد في فضلهما وكيفية التعامل معهما في الكتاب والسنة، بل لقد بلغ من عظيم منزلتهما عند الله أنه توعد بعقاب الولد في الدنيا بنفس الجريمة التي وقعت منه عليهما، وهذا فوق عذاب الآخرة، بمعنى أن من ضرب أو سب أو أهان أو أزعج أو أتعب والديه أو أحدهما في الدنيا لابد أن يعاقب بنفس العقوبة من أولاده في الدنيا، إلا أن يتوب توبة نصوحاً ويجتهد بأقصى طاقته لإصلاح ما أفسد وكسب رضاهما بأي ثمن في الدنيا؛ لأن رضا الله من رضاهما وسخط الله من سخطهما، وسنة الله ماضية إلى يوم القيامة في تعجيل عقاب من أساء إلى والديه في الدنيا قبل يوم القيامة، إلا أنه ومن رحمة الله وفضله أن أعطانا فرصة للإصلاح بعد موتهما، وهذا ما ثبت بنص سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث (جاءه رجل فقال: يا رسول الله! لقد مات أبواي، فهل على شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: الصلاة عليهما -بمعنى الدعاء لهما- والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحمة التي لا توصل إلا بهما).

فاجتهدي أختي الكريمة في كثرة الدعاء لهما والاستغفار لهما، والتصدق عنهما، وإكرام أصحابهما وأقاربهما، ومساعدتهم إن كنت قادرة على ذلك وزيارتهم، وكذلك الإحسان إلى أقارب والدك ووالدتك خاصة أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأخواتك وإخوانك، واجتهدي في الإحسان إليهم حسب ظروفك وإمكاناتك، وسلي الله القبول.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر أنني السبب في وفاة والدتي، أشيروا علي بنصحكم. 1454 الأربعاء 29-07-2020 03:54 صـ
أمي تدعو علي بعدم التوفيق، فماذا أفعل؟ 2049 الخميس 02-07-2020 04:01 صـ
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ 1107 الخميس 02-07-2020 09:31 صـ
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ 1045 الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ
هل مشاعري طبيعية أم هي حالة اكتئاب؟ 1038 الأربعاء 17-06-2020 05:53 صـ