أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عودة الوساوس القهرية المتعلقة بالعقيدة بعد الشفاء منها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على ما تقدمونه من مشورة لأصحاب الأمراض النفسية الذين هم في أمس الحاجة لها، فجزاكم الله فيضا من رحمته في الدنيا والآخرة وجعلكم سعداء في الدارين.

كتبت إليكم منذ حوالي عامين أشكو من الوسواس القهري الذي يتعلق بالأفكار القبيحة عن العقيدة، وقد أشرتم علي بالفافرين، وكان ولله الحمد بلسما وتحسنت حالتي، وقد واظبت على العلاج الوقائي حتى الآن، ومنذ حوالي شهر رجعت إلي الوسواس مرة أخرى، وأشار إلي أحد الإخوة أن أجرب الزولفت، علماً بأنني تعاطيت قبل الفافرين البروزاك والسبراليكس، ولم أجد فيهم العلاج الشافي والآن توقفت عن تعاطي أي دواء.

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى.

الوساوس المتعلقة بالعقيدة منتشرة، وهي بإذن الله تعالى دليل على إيمان وخيرية هذه الأمة، وأنت تعلم أن خط العلاج الأول هو أن يتجاهل الإنسان هذه الأفكار، وأن يقاومها بقدر ما يستطيع، وأن يحقرها، ويحاول أن يدخل على نفسه وفكره أفكاراً مخالفة، فهذا يعتبر من وسائل العلاج الطيبة ويستغرق وقتاً، وفي نهاية الأمر يفيد الإنسان كثيراً.

ولا تنزعج لرجوع هذه الوساوس؛ لأن الوساوس من طبيعتها أنها ربما تعاود الإنسان من فترة لأخرى، ولكن حين تحدث هذه الانتكاسات البسيطة يكون مستوى القلق أقل من النوبات الأولى؛ لأنه يكون قد تفهم الحالة وطبيعتها والطرق التي يستطيع أن يقاوم بها، وأنت بفضل الله تعالى لديك تجارب إيجابية وهي أن حالتك قد تحسنت تماماً على العلاج، وهذا يدل أن استجابتك في هذه المرة تكون جيدة وممتازة، وهذه بشرى طيبة.

وأما الأدوية ومنها الفافرين والبروزاك والسبراليكس وحتى الزيروكسات فكل التجارب والأبحاث العلمية تشير إلى أنها مفيدة لعلاج الوساوس القهرية، ولكن هناك تفاوت في استجابات الناس لها، فأنت قد وافقك الفافرين، والفافرين في نظري من الأدوية الجيدة والممتازة، ولكن في بعض الحالات لابد أن يصل الإنسان بالجرعة إلى (300) مليجرام في اليوم، وهي تعتبر الجرعة الفعالة.

وأما بالنسبة للزولفت، فأؤيد تماماً ما نصحك به هذا الأخ لأن الزولفت دواء متميز في علاج الوساوس القهرية، والأبحاث تشير إلى ذلك بكل دقة ووضوح، ولكن أيضاً الجرعة الفعالة يجب أن تكون (100) إلى (50) مليجرام في اليوم، وجرعة البداية هي: حبة واحدة من فئة 50 مليجرام ثم بعد ذلك ترفع الجرعة 100 مليجرام، ويفضل أن يكون ذلك بعد أسبوعين، وبعد أسبوعين من رفع الجرعة إلى 100 مليجرام ترفع الجرعة 150 مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية ويفضل أن يستمر عليها الإنسان إلى فترة شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن يخفض الجرعة إلى (100) مليجرام بعد أن يستشعر التحسن، ويستمر على (100) مليجرام لمدة لا تقل عن تسعة أشهر، وبعد أن تستقر الحالة يمكن أن يخفض الجرعة إلى (50) مليجرام فقط، وهذه هي الجرعة الوقائية في مثل حالتك، ويجب الاستمرار عليها لفترات أطول حتى لو امتد ذلك إلى سنتين أو ثلاث سنوات، ولا تنزعج لذلك، وإذا أردت أن ترجع إلى الفافرين فلا بأس في ذلك بشرط أن تصل إلى جرعة (300) مليجرام، وإذا أردت أن تبدأ بالزولفت أيضاً فهو أفضل لك.

وعليك بالمقاومة، وعليك أن لا تحبط أبداً، فهذه الوساوس إن شاء الله تعالى هي دليل على الإيمان. نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.
-----------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول كيفية العلاج السلوكي لوساوس العقيدة: (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3333 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1916 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1896 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2354 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1559 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ