أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زيادة التعلق بين الصديقات ووجوه الغيرة بينهن وأثر ذلك بعلاقاتهن مع الآخرين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديّ صديقة كانت قريبة مني جداً، وحدث أن أصبحت علاقتنا أفضل من بداية معرفتي بها، فهي كما قالت لي تحبني في الله، ولاحظت في الآونة الأخيرة شدت تعلقها بي على غير المعتاد، حتى أنها تتدخل بخصوصياتي، وكنت أوضح لها بأنه لا يجب أن تفعل ذلك عن طريق تجاهل أسئلتها.

وحدث أيضاً موقف تحرجت منه كثيراً عندما قامت وهي متعمدة بأن تعطيني معلومة خاطئة وأعطت غيري من الصديقات المعلومة الصحيحة مما أثر في نفسي كثيراً، حيث شعرت بأنها تكن لي مشاعر الغيرة الشديدة، حتى تتعمد أن تحدث فتنة بيني وبين صديقاتي ولكني أتدارك الموقف سريعاً وأفشل خططها الجهنمية، وهي تظن أني لا ألاحظ تصرفاتها.

فبماذا تنصحوني بالتصرف معها؟ علماً بأني إذا واجهتها تتمرد وتلقي علي بالإهانات، كما أنها تبرر ما تفعله!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جريحة الصمت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من الحقد والحسد.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه إن الصداقة شيء جميل ورائع، وإن الصحبة الطيبة من أطيب نعم الله تعالى، وذلك لخطورتها وعظيم شأنها طلبها نبي من أولى العزم وهو موسى عليه السلام حيث قال: ((وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي))[طه:29-32].

ونظراً لأثر الصديق على صديقه، والصاحب على صاحبه أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وقال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وهنا من الضروري جداً أن نجتهد في اختيار أصدقائنا لأنهم عنوان علينا، فكما قالوا: قل لي مع من تصاحب أقل لك من أنت، أو قالوا: الصاحب ساحب، والطيور على أشكالها تقع...إلى غير ذلك من الحكم والأمثال المقتبسة من واقع الحياة، ومشهور بين الناس ما يعرف بحسد الأقران، بمعنى أن من كانوا في سن واحد فإنه قد يحدث بينهم عادة بعض الغيرة، خاصة إذا كان أحدهما متميزاً عن الآخر في أي شيء كالذكاء أو الجمال أو حسن الخلق أو المستوى الاجتماعي أو غير ذلك، وهذا هو الذي يبدو لي من خلال رسالتك أن هذه الأخت لاحظت فيك بعض التميز فحاولت مجاراتك بالطرق المعتادة والطبيعية، فلم تقدر لأن هذه أرزاق لا يستطيع الإنسان أن يغيرها أو يتكلم فيها، ولذلك لجأت لهذا الأسلوب الغير طبيعي حتى تنال منك وتضعف شخصيتك أمام زميلاتك.

وهذا أسلوب معروف منذ الأزل يلجأ إليه الضعاف غالباً لسد الفجوة التي بينهم وبين غيرهم، فهذا ليس بجديد وإنما سلاح ذوي القلوب الضعيفة عبر التاريخ، لذا أرى ألا تشغلي بالك بها، وأن تجتهدي في تجنبها وعدم الحديث عنها سلباً أو إيجاباً مدحاً أو ذماً، وإنما أعطها حق المسلمة العادية من إلقاء السلام عليها عند مرورك عليها أو رد سلامها إذا سلمت عليك ولا داعي لأكثر من ذلك، ولا تذكريها أمام أحد بسوء مطلقاً؛ لأن هذه غيبة محرمة تأكل حسناتك كلها، وأنت في غنىً عن ذلك، ولا تواجهيها أو تحاكميها حتى وإن أساءت إليك، وقولي لها بلسان حالك (موتوا بغيظكم) وكفي نفسك عنها تماماً وسيبدلك الله خيراً منها.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أستطيع نسيان ذكرياتي مع زميلي الذي قاطعني. 786 الأربعاء 15-07-2020 05:18 صـ
أخشى من جيراننا الذين سببوا لنا الأذى .. ما العمل؟ 607 الأربعاء 08-07-2020 02:07 صـ
كيف أتصرف مع صديقتي التي تتدخل في كل أموري؟ 675 الثلاثاء 16-06-2020 02:35 صـ
لم أعد أشعر بالارتياح لصديقاتي ولا لأحاديثهن! 1042 الخميس 25-06-2020 04:32 صـ
وثقت بصديقي لكنه خان الصداقة وأخذ مالي، ماذا أفعل؟ 2947 الاثنين 18-05-2020 05:09 صـ