أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأم مصدر الحنان والشفقة، ولذلك فهي رحيمة رغم عقوق وتقصير أبنائها، وقد أصاخت الدنيا لقصة تلك العجوز التي أخرجها ولدها من منزلها بعد أن أهانها وأذلها، وقدم رغبات زوجته الظالمة على حقها حيث قالت وهي تمسح الدموع من عينيها: (أسأل الله أن يسعدك يا ولدي!) فتأملوا كيف قابلت إساءته بالإحسان!
ولذلك قال الرجل لأبي سعيد الخدري عن أمره مع والديه حيث خدم والديه في كبرهما وضعفهما حتى كان يميط عنهما الأذى – فقال له أبو سعيد (لا والله ما أديت حقهما، قال ولم؟ فقال له: ( لأنهما كانا يفعلان ذلك ويتمنيان لك النجاح والفلاح وأنت تفعل ذلك وتتمنى الخلاص مما أنت فيه).
ولا شك أن شريعة الله توجب على الرجل الإحسان في كل الأحوال، خاصة في حال الكبر والضعف ولم يوص الوالدين بالأبناء لأنهما بالفطرة يحرصان على الرفق والشفقة على أبنائهم، ولكننا مع ذلك نوصي أن تواصل هذه الأم شفقتها على ولدها العاق، وأن تكثر من الدعاء له، فإن دعوتها أقرب للإجابة.
وأرجو أن يوجد في الأهل من يستطيع أن يرد ذلك العاق إلى صوابه، وأتمنى أن تشجعوا الوالدة على ذلك.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إلى الله، ونسأل الله أن يرد شبابنا إلى صوابهم، وأن يعرفهم بحقوق آبائهم والأمهات.
وبالله التوفيق والسداد.