أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشكلة المسلمين في عدم صدقهم مع الله في أقوالهم وأفعالهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مشكلة العالم الإسلامي اليوم هي عدم صدقهم في قولهم وأفعالهم تجاه دينهم؟
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أمتنا تحتاج للحظة صدق مع الله؛ وقد أحسن من قال:
ولو صدقوا وما في الأرض نهر *** لأجرينا السماء لهم عيوناً
ولأخضعنـــــا لملكهم الثريـــا *** وصيرنا النجوم لهم حصوناً
والصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ومن صدق الله صدقه، وقد مدح الله أولياءه فقال: ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))[الأحزاب:23].
والصدق مطلوب على مستوى الأفراد وعلى صعيد الأمة، والصدق منجاة من المهالك، وقد توجه أصحاب الغار إلى الله بأعمال صدقوا فيها مع الله وأخلصوا فيها لله فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون، والصدق يكون في الأقوال والأفعال والأحوال والنيات.

وحين صدق سلف الأمة مع الله سخر لهم البحر كما سخر لهم البر، وهي كلمات قالها سلمان رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص في لحظات كانت جنود الحق تمشي على سطح نهر دجلة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لطالب الشهادة في سبيل الله: (اصدق الله يصدقك، ثم جيء بالرجل وقد أصيب بسهمٍ في المكان الذي أشار فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه)، ومنزلة الصديقين أرفع المنازل بعد النبيين، ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وعندما صدقت الأمة مع الله نصرها الله على التتار.
وقد صدقت وأحسنت بقولك مشكلتنا في عدم الصدق بكل ما تدل عليه الكلمة من المعاني، وإذا صدقنا مع الله فإن نصر الله آتٍ، فلنجتهد في تربية أنفسنا وأبنائنا وأهلينا على الصدق، وهل الأمة إلا أفراداً اجتمعوا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بجعل الصدق والتربية عليه منهجاً وطريقاً، وقد أحسن من قال:
الصدق في أقوالنا أقوى لنا *** والكذب في أفعالنا أفعى لنا
ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يعيننا على ترك الكذب حتى ولو كنا مازحين، ونعوذ بالله من أن نكون ممن تكذب أقواله أفعاله، فتقول أقواله هلموا إلي وتقول أفعاله احذروا من أن تصدقوني. ونسأل الله عفوه والعاقبة.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
التواصل مع المواقع الإسلامية وأهمية استحضار النية 598 الاثنين 04-05-2020 06:03 صـ
هل هناك مواقع وتطبيقات لتعليم المسلمين غير العرب؟ 703 الأربعاء 06-05-2020 06:00 صـ
ما الذي يجعلني أتبع الدين بدون قيود؟ 2540 الثلاثاء 24-03-2020 05:50 صـ
كيف أثقف نفسي دينيا؟ 4413 الأربعاء 26-02-2020 01:22 صـ
كيف استمر الإسلام بلا تغير مقارنة بالأديان الأخرى؟ 3611 الأربعاء 30-10-2019 03:13 صـ