أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الواصل ليس بالمكافئ

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله.
المشكلة هي أنه حدثت مشاكل عائلية بيننا وبين خالتي، فهي ظلمتنا ودعت علينا بدعوة سيئة، وبعد ما حصل هذا أصبحنا لا نتقبلها نفسياً، ولا نرغب بالتواصل معها، فما حكم ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخالة أم، وصلتها والإحسان إليها والصبر عليها مما يجلب رضوان الله ومغفرته، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا نبي الله أذنبت ذنباً عظيماً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فهل عندك من أم؟ فقال الرجل: لا، قال: فهل عندك من خالة، قال: نعم، قال: فبرها).
ولا شك أن صلة الرحم لا تدوم إلا بالصبر على المرارات، ونسيان الأذى والجراحات، وقدوتنا في ذلك أنبياء الله والصالحين من عباد الله، وها هو نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، يقول لمن رموه في البر وجعلوه يعيش حياة الرق ويدخل السجن: ((لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))[يوسف:92]، وها هو ذا رسولنا صلى الله عليه وسلم، يقول لمن آذوه وقتلوا أحبابه وإخوانه بعد أن تمكن من رقابهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) رعاية للرحم، ورغبة في إسلامهم، وها هو ذا صدّيق الأمة رضي الله عنه يعفو عن ابن خالته مسطح رغم وقوعه في عرض عائشة، وذلك حين ردد كلام أهل النفاق، وحلف الصديق أن لا يصله بالمساعدة، فنزل الوحي من الله: ((وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[النور:22]، فقال الصديق: بلى والله أنا لنحب أن يغفر الله لنا.
وأرجو أن تعلموا أن الواصل ليس بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها.
ومن هنا فنحن ندعوكم للاجتهاد في نسيان ما حصل رغبة فيما عند الله عز وجل، وخير للإنسان أن يكون مظلوماً لا ظالماً، والدعاء لا يقبل إذا كان في ظلم أو قطيعة رحم أو أثم، كما أرجو أن تنتبهوا لأسباب المشاكل، وتذكروا ما بينكم من الصلة والقرابة، واعلموا أن التحريش من عمل الشيطان، فتعوذوا بالله من شياطين الإنس والجن، واعلموا أن الإحسان خير دواء وعلاج للإنسان قال: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))[المؤمنون:96].
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، وشكراً لكم على السؤال.
وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من قطع الرحم مع إخوتي بسبب الإرث، أفيدوني برأيكم. 709 الثلاثاء 14-07-2020 05:45 صـ
أم زوجي تتدخل في حياتي ولا تحسن معاملة أهلي، فما الحل؟ 4498 الثلاثاء 26-11-2019 04:21 صـ
حياتي كئيبة ولا أجد نفسي وأكره كل شيء حولي، ساعدوني بتوجيهاتكم. 3489 الأحد 14-07-2019 05:48 صـ
كيف نصل الرحم مع وجود المشاكل؟ 1923 الأربعاء 13-03-2019 07:21 صـ