أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حدود علاقة الفتاة مع الخاطب عبر الإنترنت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وهو من بلدي لكني مقيمة في ألمانيا وهو في الإمارات، وقد أحببته لأني ما شعرت بالحب إلا أمامه، بالرغم من أن العشرات من الناس هنا كانوا يتمنون أن يكلموني ويرتبطوا بي، لكن قلبي ما دق إلا معه، وفي البداية لم أكن واثقة من حبه، لكني الآن أتصور أنه فعلاً يحبني لأنه خطبني من أمي رسميا، وقد قلت لأمي أني معجبة به وأحبه ولا يمكن أن أرتبط بأحد غيره.

وقد وافق أهلي والحمد لله، ولكن المشكلة أننا مخطوبين فقط ونتكلم على الإنترنت كل يوم، وأعلم أن هذا الشيء حرام، لكني في بلد وهو في بلد آخر ونرتب وضعنا من أجل أن يستقدمني عنده.

علماً بأن ظروفي هنا صعبة وأحتاج وقتاً حتى أذهب إليه، وفي نفس الوقت لا أقدر أن أستغنى عنه أبداً، وفي بعض المرات أشك أنه يلعب بي وأقول: حتى لو خطبني فهي مجرد خطبة وليس أكثر، وأبي وإخواني لا يدرون أني أكلمه بالساعات في كل يوم، لكني لا أستطيع أن أبتعد عنه، خصوصاً أنه الآن مريض ويحتاج إلى إجراء عملية، أسأل الله أن يشفيه ويقوم منها سالما، وأشعر في بعض الأحيان أنه سيتركني لأنه ليس بيني وبينه ارتباط شرعي، وأحياناً أشعر أنه ليس له غيري ومستحيل أن يتخلى عني، فكيف أعرف هل هو يحبني فعلاً ومتمسك بي أم لا؟!
أفيدوني وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nor حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا مانع من أن يكلم الخاطب مخطوبته إذا احتاج لذلك، بل إن الخطبة ما شرعت إلا لتحقيق بعض المصالح، ولكن السؤال يكون عن طريقة المقابلة ونوعية الكلام، وذلك لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا يسمح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، كما أن الكلام الذي يدور بينهما ينبغي أن يكون موافقاً لآداب الشرع الحنيف.

ونحن لا ننصح بكثرة المكالمات ولا بطولها، ونزعم أنها قليلة الفائدة ولا تخلو من الأخطار، فإن كثرة الكلام تجلب كثرة الأخطاء والزلات، وفترة الخطوبة فترة تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات دون السيئات، وطول الخطبة والتوسع فيها سبب للفتور والنفور في العلاقة بعد الزواج، كما أن في طول المكالمات مضيعة للوقت وتضييع للأموال، وربما كلانت سبباً لزهد الزوج في إكمال المشوار، ولماذا يستعجل إذا كان يجد ما يريد أو بعض ما يريد بدون زواج.

وقد أسعدني حضور وموافقة الأهل على الخطبة، وأرجو أن يكملوا واجبهم فيشجعوا الشاب حتى يحول العلاقة إلى عقد ونكاح وبعدها تصبحي زوجة له فيرتفع الحرج، ولا مانع من أن تقفوا معه حتى يبلغ العافية بفضل واهب الخير والعافية.

ولا شك أن رغبة الأهل في تحويل الأمر من مجرد خطبة إلى عقد زواج فيه اختيار لصدق رغبة الشاب في تكوين علاقة شرعية كاملة، ولا مانع بعد ذلك من الاجتهاد في عمل الإجراءات اللازمة حتى تكوني إلى جواره.

وهذه وصيتي لك وله بتقوى الله ثم بضرورة تقديم العقل على العاطفة وتقييد سلطان العقل والعاطفة بأحكام الشرع الحنيف، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

وأرجو أن أعبر لك عن سعادتي باهتمامك وسؤالك، وذلك بلا شك دليل على أنك على خير، فاحرصي على تنمية عناصر الخير وكوني ناصحة لنفسك ولخطيبك، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه، واجعلوا طاعة الله عنواناً ودستوراً لحياتكم، ومرحباً بك في موقعك. نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به وأن يجمع بينكما على البر والتقوى.
وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ 38818 الخميس 31-01-2019 06:49 صـ