أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : قلق دائم وخوف من القادم وفقدان الشعور باللذة في الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندما كان عمري 12 سنة أصبت بحالات هلع، فكنت أعتقد أنني سوف أموت، وكان ذلك بعد وفاة جدتي، حيث كنت أفكر بشكل سوداوي في الموت وما بعده، وكنت أفتقد لذة الحياة، ثم عادت حياتي إلى مسارها الطبيعي حتى أيام الجامعة، حيث عاودتني نوبات قلق وخوف من المستقبل واكتئاب ورهاب، وكنت عندما تزول تلك الأعراض أقوم بمناشط كثيرة ومواجهة للناس وإقبال على الحياة، وما إن تعود تلك المشاعر السلبية حتى أفتقد قدراتي السابقة وأشعر بصعوبة أشياء كثيرة كانت سهلة علي من قبل.
والآن وبعد فترة من التخرج والوظيفة بدأت تعاودني وبشكل (حاد)، وتكون أحياناً بسبب كحالة وفاة لقريب أو مرض لعزيز، وأحياناً من غير سبب واضح.
وأبرز الأعراض التي أعاني منها (أسأل الله العافية لي ولكل من يقرأ معاناتي):
- قلق دائم وخوف من القادم وتوقع الأسوأ والخوف من المرض والعجز والشيخوخة والتقدم في العمر.
- فقدان الشعور باللذة في الحياة بشكل مؤثر على تفاعلي مع من حولي.
- تصور سلبي عن الموت وما بعده والتفكير بشكل فلسفي مريض، ولا أتمتع باللحظة الحاضرة لأنني أتذكر أنها لن تدوم.
- الصراع مع النفس وكأني في معركة تنهكني بشكل كبير، والخوف من أشياء لا أخاف منها في أوقات الاستقرار، مثل الخوف من السفر أو ركوب الطائرة أو البقاء وحيداً، والخوف أن يحدث لي مكروه يؤثر على زوجتي وأطفالي.
- الشعور ببعض الأعراض البدنية مثل ضيق النفس والتعرق والألم في الجهة اليسرى (اليد والصدر)، وتصور مسبق سلبي ومنهك بأني لن أستطيع القيام ببعض الأمور القادمة في حياتي مثل حضور مناسبة أو مواجهة الناس.
- تصور بأني لن أستطيع تحمل فقد بعض الأعزاء كالوالدين والإخوة أو الأصدقاء.
أحياناً أتمنى أنني إنسان بسيط يعيش لحظته ولا يفكر في غيرها، وعندما أرى بعض الطاعنين في السن يتبسط ويعيش حياته أستغرب وأعتقد أنني عندما أكون في عمره سأفتقد كل معنى للحياة وأني سأدخل في موجة حزن طويلة حتى يتوفاني الله.
وسأضرب لكم مثالاً بسيطاً لأحد الحالات العصيبة التي مررت بها، قبل فترة بسيطة كنت على موعد للسفر مع زوجتي وأطفالي لقضاء أيام الإجازة، وكنت أشعر بعدم ارتياح كبير وخوف من السفر وركوب الطائرة فلم أنم بشكل جيد يومين قبل السفر، وفي يوم السفر كأنني كنت أحمل جبلاً فوق صدري من الضيق والقلق، وقد سافرت من قبل كثيراً ولبلاد بعيدة وفي الطائرة من دون أن يحدث لي أي عارض خوف أو قلق، وأنا في ذلك اليوم أحس أن قدماي تكاد لا تحملاني للمطار، وأنا لا أخاف من الطائرة نفسها أو من الارتفاع بل أخاف أن يحدث لي شيء وأنا داخل الطائرة، ولكني قاومت وتجاوزت الموضوع بصعوبة ولم أفرح بنجاحي بتجاوز المشكلة لأنني كنت متضايقاً لماذا يحدث معي كل هذا؟
وكنت قد استشرتكم من قبل ونصحتموني بأخذ (Cipralex)، وعندما أخذته ولمدة ستة أشهر بجرعة (20 ملجم) خفف عني بعض الأعراض، لكن عندما بدأت بتقليل الجرعة عاودتني وبشكل كبير، وقد قرأت لك أن أخذ البوسبار (Buspar) مع السبراليكس يعطي نتائج أفضل، ومنذ أسبوعين بدأت بأخذه تدريجياً، فهل العلاج الذي أتعاطاه الآن جيد؟ وما هي المدة المطلوبة؟ وهل أحتاج لتحليل الغدد؟ لأنني قرأت أنها ربما تؤثر على الصحة النفسية للإنسان، وإذا كان الجواب بنعم فما نوع التحليل المطلوب؟!
وقد سمعت أن هناك أحد الأدوية يعمل على جهتين في تأثيره، حيث يعمل على النواقل العصبية والغدد، فهل هذا الكلام صحيح؟ وما هو هذا الدواء؟ وهل تنصح به؟!
وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibnabeeh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد تبدو أن الأعراض التي تشتكي منها كثيرة ولكنها في الحقيقة مترابطة وتدل على شيء واحد وهو أنك مصاب بما يعرف بالقلق التوقعي، والذي تكثر معه مشاعر الكدر والوساوس القهرية.
وبجانب الدواء أريدك أن تقاوم بل تحقر هذه الأفكار وتستبدلها بالأفكار المضادة لها، فهذا من صميم علم النفس السلوكي.
وأمامك فرصة كبيرة لأن تكون إيجابياً، فبالرغم من أنك تعيش تحت تهديد القلق التوقعي إلا أن اللحظات السعيدة في حياتك أكثر، وعليك فقط أن تتلمسها وتصر على أن تعيشها بكل انشراح وأريحية.
وبالنسبة للدواء فأنا لا زلت أرى أن السبراليكس سيكون علاجاً جيداً لك ولكن بجرعة 20 ملغم في اليوم، ولا تنزعج للمدة مهما طالت، فهو من الأدوية السليمة جداً، ويمكنك أن تدعمه بتناول البوسبار بجرعة 5 ملغم صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم ترفعها لجرعة 10 ملغم صباحاً ومساء لمدة 6 أشهر، ثم خفضه إلى جرعة 5 ملغم صباحاً ومساء لمدة 3 أشهر، ثم توقف عن تناوله.
ولا أعتقد أن أعراضك هذه لها علاقة بأي عرض طبي جسدي، ولكن لا مانع من أن تقوم بعمل فحوصات عامة تشمل قوة الدم ونسبة الدهنيات والتأكد من وظائف الكلى والكبد وفحص هرمون الغدة الدرقية، وتوجد بعض مضادات الاكتئاب التي تعمل على نوعين من الموصلات العصبية ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم (إيفكسر) وآخر باسم (دلوكستين)، ولا أعتقد أنها تناسب حالتك فلذلك لا أنصحك بها.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ | 1200 | الأحد 09-08-2020 05:24 صـ |
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ | 1769 | الأحد 09-08-2020 04:31 صـ |
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3909 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي | 2731 | الخميس 23-07-2020 05:22 صـ |