أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ساهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تؤجر على غيرتك على دينك، وتُشكر على ما قمت به، وتعذر بتحريضك للدعاة على القيام بدورهم، وكم نحن سعداء بهذه الروح الإيجابية، ونسأل الله أن يبارك في نصحك، وأن يجعلك سبباً لمن اهتدى، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم غيرة الشباب على دينهم، وبالشباب بعد توفيق الله انتشر الإسلام وانتصر، والشباب قوة وفتوة واقتداء واتباع للنبوة، وقد كان الجليل حين حطم الأصنام فتى، قال تعالى على لسانهم: (( سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ))[الأنبياء:60]، وكان أهل الكهف فتية، قال تعالى: (( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ))[الكهف:13].

ونحن لا نستغرب هذه الروح من شباب اختار أن يعيش في رحاب الأقصى المبارك إعذاراً إلى الله، وحفظاً لأصل القضية التي تهم كل مسلم في المشارق والمغارب، وأريد أن أبشركم بأن كيد الأعداء إلى بوار، وأن مصيرهم إذا لم يسلموا إلى النار.

ومهما حاول الأشقياء وكادوا فإن سماء الشريعة سوف تظل صافية، وسوف يعود التراب إلى رؤوس من أثاروه، قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ))[الأنفال:36].

وسوف ينقلب السحر على الساحر، كما حصل لهم عندما ألفوا فيلماً مليئاً بالإساءة للإسلام ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فكانت النتيجة أن أسلم طاقم الفيلم، وبلع الفساق الكافرون الطعم، وما أشبه الليلة بالبارحة حين سجد السحرة قائلين: (( آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الشعراء:47-48].

ونحن ولله الحمد بخير ما دام الفضلاء من أمثالك يدركون دورهم، وقد أحسنت بتنبيهك لإخوانك، وأبشر فإن للدين رب يحميه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

وبالله التوفيق والسداد.