أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة، الطريقة التي استعملت بها الزيروكسات ليست هي الطريقة الصحيحة أيها الأخ الفاضل، والزيروكسات من الأدوية التي لا تتحمل مطلقاً أن لا ينتظم الإنسان عليها لأنها تعمل على البناء الكيمائي المتواصل، وإذا أخفق الإنسان في تناول الجرعة لأكثر من 24 ساعة، فهذا يجعله عرضة لبعض آثار الانسحاب لهذا الدواء، وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالقلق والغثيان والدوخة، كما أن عدم الانتظام في الجرعة بهذه الطريقة يؤدي إلى أن الموصلات العصبية سوف تكون أكثر مقاومة للجرعة القادمة، أي لن تستجيب بالصورة المطلوبة.

عموماً أخي ما حدث لك من تشتتٍ في الذهن وعدم تركيز، وعصبية ودوخة لا شك أنه من الطريقة التي تناولت بها الدواء، وهي عدم الانتظام فيه بالصورة الصحيحة.

عموماً أخي نقول: إن شاء الله ما حدث خير، وحاول أن تستفيد منه وأن لا تكرره.

أخي! أسأل الله تعالى أن يوفقك في أمر الزواج، وأنت ما دمت مقدماً على الزواج، فهذا يجعلنا حقيقة نرى أنك صاحب كفاءة وصاحب مقدرة مهما كثرت عليك الأعراض، ومهما نظرت لنفسك بصورة سلبية، فأنت رجل إيجابي، فأقدم على الزواج على بركة الله، والأعراض البسيطة من قلق وتوتر ورهاب لن تؤثر أبداً على الزواج يا أخي، لا أرى أنها سوف تؤثر على الزواج؛ لأن الزواج هو منبع الطمأنينة وهو منبع السكينة والرحمة، من الطبيعي أن يحس الإنسان بشيءٍ من القلق حين تجهيزه للزواج وهكذا، ومقابلة الزوجة وخلافه، ولكن في نظري هذا أمر بسيط جداً، وإذا أردت أن تتغلب على ذلك يمكنك أن تتناول دواء بسيط مثل الفلونكسول، فهو دواء جيد للقلق وفعال جداً، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء، واستمر عليه إلى ما بعد الزواج، استمر عليه لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم توقف بعد ذلك عن تناوله، هو دواء بسيط جداً مزيل للقلق، ولا يؤدي إلى أي نوع من النعاس أو الشعور بالخمول أو الاسترخاء، كما أنه لا يؤثر مطلقاً على المعاشرة الزوجية، أو على هرمونات الذكورة، بل على العكس تماماً هو يساعد الكثير من الناس ويبعث لديهم شيء من الطمأنينة.

أيها الأخ الفاضل! إنك ملتزم بالعبادة والطاعة، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يجعله ذخراً لك ودافعاً لك من أجل المزيد من التحسن، وأن يرفع عنك هذا الابتلاء البسيط.

أخي! أنت فعال، ولكن أريدك أن تكون فعال بصورة أكثر، والفعالية تأتي من إدارة الوقت، هذا أمر ضروري جداً، يجب أن تضع خارطة لكيفية التصرف في الوقت كما يتصرف الإنسان في المال يجب أن يتصرف في الوقت، حدد لنفسك نشاطات معينة، ماذا تفعل في الصباح؟ ماذا تفعل في الظهر؟ وهكذا، والنشاطات اليومية معروفة تتمثل في أخذ راحة كاملة، التواصل، الزيارات، العمل، العبادة، الرياضة، حضور حلقات التلاوة، كلها يا أخي أمور يمكن للإنسان أن يستفيد منها، وصدقني أن الواجبات أكثر من الأوقات، ومن استثمر وقته بصورة فعالة يشعر بتحفيز داخلي تلقائي، فأرجو أن يكون هذا منهج من مناهج العلاج لديك، خاصةً الحمد لله أنك رجل لديك مقدرات كما ذكرت في فنون القتال وفي السباحة، ولديك هوايات وأنت رجل ملتزم، إذن لديك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، فقط يا أخي أرجو أن تعيد هذه النشاطات وأن ترتب نفسك بصورة أكثر إيجابية.

أخيراً: أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يجمعك مع زوجتك على خير.

وبالله التوفيق.