أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه النوبات التي أنت تصابين بها هي دليل على أنك لديك الاستعداد لبعض المخاوف والقلق أو ما يعرف بالحالات العصابية، والتي تظهر في شكل نوباتٍ نفسوجسدية، بمعنى أن الآلام في المعدة والإصابة بالإسهال هي ناتجة من التقلصات التي تحدث في الجهاز الهضمي، وهي بالطبع ناتجة من التوتر والقلق الذي أنت عرضة له.

وكذلك الوساوس وهذا الشعور في الرأس، وعدم الشعور بالارتياح هي كلها من أدلة الاضطراب الوجداني العام المرتبط بالخوف والقلق والتوتر.

بالنسبة للعلاقة التي حدثت مع هذا الشاب، هي في الحقيقة نوع من التجارب التي قد تحدث وقد يمر بها بعض الشباب من الجنسين، عموماً أرجو أن تعتبريها كتاباً مغلقاً أمر قد انتهى، ولا شك أن الإنسان يستفيد من تجاربه حتى وإن كانت سلبية، أنت الحمد لله الآن في عمر المسئولية، وفي عمر النضوج،
ولاشك أيتها الفاضلة تعلمين تماماً أن مثل هذه العلاقات تقلل من قيمة البنت كثيراً، تقلل من قيمتها وتقلل من حتى فرصها في الزواج.

أنا في رأيي مهما كانت التجربة بسلبياتها وإيجابياتها أرجو أن تستفيدي منها من أجل تطوير المستقبل.

هذه العلاقة التي كانت تقوم على التجاذب على التهديد على العواطف السطحية لا أعتقد أنها أمر مفيد، ولكنها تحدث في الحياة، وأرجو أن لا تحسي بالذنب حيالها، ولكن بالطبع كما ذكرت لك يجب أن تكون تجربة تستفيدي منها مع احترامي الشديد جداً لمشاعرك، لا أرى أنك في فراغ عاطفي، أنت لديك الكثير الذي يمكن أن تقومي به، لديك البحث عن العمل الجيد، تأسيس الصداقات مع الصالحات من البنات، القراءة، الاطلاع، التمسك الإيماني، تلاوة القرآن، المحافظة على العبادات، كلها أعمال عظيمة جداً، من خلالها سوف يتم بناء وصقل شخصيتك لتنتقل إلى مراحل متقدمة من مراحل النضوج، وهذا إن شاء الله سوف يعطيك الهيبة، ويعطيك الطمأنينة الداخلية التي من خلالها تتغلبي على هذه المخاوف، وتكوني إن شاء الله لديك القدرة على مواجهة الحاضر والمستقبل بصورةٍ أكثر إيجابية.

في رأيي سوف يكون أيضاً من المفيد إذا وصفنا لك علاجاً بسيطاً يساعدك في هذه الأعراض، أعراض الخوف والتوتر، والوساوس، والشعور بالفراغ وعدم الشعور بالسعادة.

هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم سبراليكس، أرى أنه سوف يكون مفيداً جداً لك، أرجو أن تتناوليه بجرعة نصف حبة خمسة مليجرامات لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرامات يومياً، تناوليها بعد الطعام، ويفضل أن يكون ذلك في المساء، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة خمسة مليجرامات لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناولها تماماً.

هذا الدواء إن شاء الله ليس لديه أي آثار جانبية سلبية، وهو يفيد كثيراً في مثل هذه الأعراض، ولكن بجانب الدواء أرجو أن تركزي على الإرشادات السابقة، وأرجو أن تفكري نحو ذاتك بصورة أكثر إيجابية، التفكير الإيجابي يؤدي إلى التحفيز الداخلي التلقائي، والذي يؤدي إلى مزيد من النجاحات إن شاء الله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، والصحة والعافية.
--------------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف من ناحية شرعية: (262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.