أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طرق علاجية للتعامل مع نوبات الرهاب المصحوب بالخوف الشديد قبل الامتحانات

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم.

كان عندي آخر امتحان في فصل الخريف بالجامعة في تاريخ 23/5/2007م، وعندما وصلت إلى باب الكلية وأنا في سيارتي شعرت بخوف شديد لا مبرر له، حيث أن المادة كانت سهلة جداً وعادة لا يوجد عندي خوف شديد من الامتحانات، وشعرت أيضاً بتسارع دقات القلب وضيق التنفس وتنميل في اليد ورعشة ودوخة، وشعرت أني سأموت أو سأجن، حتى فكرت أن لا أحضر الامتحان، ولكن تعوذت بالله من الشيطان وضغطت على نفسي وذهبت للقاعة، صحيح أنني كنت متوترة إلا أنني أجبرت نفسي على التركيز وحل الأسئلة.

وكنت أحل الأسئلة بطريقة سريعه جداً حتى أخرج من القاعة بسرعة، وبعد 45 دقيقة خرجت وذهبت للسيارة، وشعرت بقليل من التحسن بعد شرب الماء، ورجعت للبيت وقلت الحالة واختفت، ومارست حياتي بشكل طبيعي، وأصنف الحالة أنها كانت متوسطة الشدة.

وفي تاريخ 7/6/2007م كان يوم الخميس وهو إجازة الأسبوع من بعد أول أسبوع للدوام الصيفي في جامعتي، حيث أرهقت كثيراً من التعب والدراسة، وفي أواخر وقت العصر جاءتني الحالة مرة أخرى ولكن بصورة شديدة جداً وقوية، ولم أفكر ساعتها أنها شبيهة بالتي جاءتني في الشهر الفائت، حيث أن دقات قلبي كانت سريعة وأشعر بدوخة شديدة جداً وارتعاش في الأطراف وبرودة، وأحسست بماء في رأسي.

وطول فترة الحالة كنت واقفة وأتحرك ذهاباً وعودة في غرفتي، وكنت كالمجنونة، وكنت أخاف الجلوس أو النوم، وكنت أريد أن أبكي ولكن لم أستطع، حتى كنت أفكر أنني سأترك الجامعه نهائياً ولن أتزوج ولن أعمل، كل هذه الأفكار السلبية حطمتني، وكنت خائفة أن أسبب الأذى لنفسي أو خائفة من الموت، ثم شعرت بآلام في ظهري العلوي في الجهة اليسرى ويدي اليسرى وتنميل بها، وكنت خائفة أن أقول لأمي عن حالة الخوف، فقررت أن أقول لها أنني أعاني من ألم في ظهري يمنعني من التنفس بسهولة، وبالفعل قلت لها وذهبنا إلى طبيب العائلة (ممارس عام) وكشف علي وعلى نبضات قلبي وكانت 107، وضغطي 120 على 90، ثم قال إن التنميل بسبب ألم الظهر، فأعطاني حقنة للألم وكتب لي دواء مسكناً، ولحظتها كانت أمي خائفة علي، فسألت الطبيب إذا كان هناك مشكلة في قلبي، فقال لها لا شيء سوى ألم الظهر، ودقات القلب زائدة؛ لأنها كانت خائفة من ضيق التنفس.

ولا أعرف كيف تحولت حالة الخوف الشديد إلى ألم في الظهر، واستمر معي خمسة أيام، وكان ألماً حقيقياً ولكن شفيت منه والحمد لله واختفى الخوف، ولقد كنت أريد الذهاب للطبيب بأي طريقة حتى أشعر بالاطمئنان، فاستغللت فرصة ألم الظهر لكي لا تخاف أمي علي، وأصنف هذه الحالة أنها شديدة وقوية جداً.


وفي تاريخ 2/7/2007م أي قبل أيام، عادت إلي حالة الخوف، ولكن كان ذلك بسبب أنني كنت أشاهد برنامجا دينياً تكلم الشيخ فيه عن الموت، فخفت كثيراً جداً وأطفأت التلفاز، وأصابني الخوف من جديد بعد ما كنت أظن أنه اختفى، دقات قلب وخوف وتنفس بصعوبة ودوخة وأفكار سلبية، ولكنني خرجت مع أهلي كالعادة بالسيارة للتنزه، أي أنني لم أخف من الخروج، رغم خوفي الشديد وكنت أحس بآلام في الصدر، وبعد عودتنا ذهبت للنوم وغبت عن محاضراتي في اليوم التالي حتى أرتاح قليلاً من التوتر، وتحسنت حالتي رغم شعوري بآلام في ظهري وغازات في المعدة كانت تشد على صدري وتضايقني، وأصنف الحالة بالمتوسطة إلى خفيفة.

علماً أنني حساسة جداً بطبعي، وآخذ أي كلام مهما كان بسيطاً على محمل الجد وأتضايق، وأفكر كثيراً في الدراسة بسبب ظروف مررت بها حيث تدنى مستواي ولكنه ارتفع والحمد لله، وأعاني من أفكار سلبية، وأمي مصابة بالاكتئاب والقلق منذ زمن، وهي استخدمت أدوية مثل زاناكس ولوكساتنيل ودوجماتيل، فهل ورثت منها كل هذا؟ وما الذي أعاني منه؟ وهل هناك علاج سلوكي أو دوائي؟ فأنا أفضل عدم استخدام دواء وأخاف أن أتعود عليه، وإذا وصفتم لي دواء فهل أستطيع الحصول عليه دون وصفة؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد قمت بالاطلاع على رسالتك بكل تمعن ودقة، ومن الواضح أن النوبة التي أصابتك هي نوبة رهاب، وما يعرف بنوبات الرهاب هي نوع من القلق الشديد والمفاجئ، والذي يحس فيه الإنسان بالأعراض التي ذكرت في رسالتك، ومن أهم الأعراض أيضاً أن يشعر الإنسان بأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف أو أن المنية قد أوشكت وهكذا، وهذه من المشاعر مؤلمة جداً للنفس، وأعرف أن هذه الأعراض مزعجة كثيراً، ولكني أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

وبعد أسبوعين انتابتك نوبة مماثلة، وهذا من صميم التاريخ المرضي لما يعرف بنوبات الهرع أو الرهاب، وبعد ذلك عاودتك نوبة ثالثة، وهذا أيضاً من الملاحظات التي نلاحظها حول هذه الحالات، حيث أن النوبات يمكن أن تكون بصفة يومية أو أسبوعية أو تأتي كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع.

وأنا في رأيي أنك بحمد لله لديك القوة والعزيمة، ففي النوبة الأولى وهي في رأيي الأصعب؛ لأنها مفاجئة حيث أنها أتت لك وأنت على أبواب الامتحان، وبالرغم من ذلك الحمد لله كانت لديك القوة والتصميم والشكيمة، واستطعت تعدي هذه المصاعب، وانجلت الأمور بفضل الله تعالى على ما يرام.

والهرع أو الرهاب من هذا النوع كما ذكرت لك هو نوع من القلق النفسي يصيب الناس الذين لديهم حساسية في شخصيتهم، ويصيب أيضاً الناس الذين لديهم ميول للمخاوف بصفة عامة، والتاريخ الأسري ربما يلعب دوراً، فأنت ذكرت أن والدتك مصابة بالاكتئاب، والاكتئاب يعتبر من الاضطرابات الوجدانية، وكذلك الرهاب أو نوبات الهرع، لا أقول لك أن هناك إرثاً مباشرا، ولكن ربما يكون هناك نوع من الميول والاستعداد، والأمر لا يتعدى ذلك، وأنا أنصحك ببعض العلاجات السلوكية، وكذلك العلاجات الدوائية.

وأركز على العلاجات الدوائية بالرغم من تحفظك حيالها، وأقول لك أن الدواء ضروري ومهم لأنه يوجد مكون بيولوجي أو كيميائي بالنسبة للرهاب والهرع، وهذا المكون يتعلق بمادة تعرف بالسيروتين وهي مادة من الموصلات العصبية الموجودة في الدماغ والتي ربما يكون الاضطراب في إفرازها هو أحد المسببات لهذه الحالة كما تدل الأبحاث على ذلك، والأدوية الحمد لله فيها أدوية سليمة وغير إدمانية، وأنا إن شاء الله سوف أكون حريصاً على ذلك وأنا صادق بإذن الله تعالى.

وبالنسبة للعلاج السلوكي فأرجو أولاً: أن تطمئني تماماً، وتعرفي أن هذه الحالة مزعجة ولكنها ليست خطيرة.

ثانياً: تأكدي أن هذه الحالة لا علاقة لها بأمراض القلب مطلقاً، والذي يحدث هو زيادة في إفراز مادة الأدرانلين، وهذه تؤدي إلى إثارة الجهاز الثمبثاوي، ومن ثم ترتفع ضربات القلب، فأرجو أن لا تترددي على أطباء القلب.

ثالثاً: تعتبر تمارين الاسترخاء علاجاً أساسيّاً ومهمّاً لهذه الحالات، وهناك عدة أشرطة وكتيبات موجودة في المكتبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين، وبصورة مبسطة جداً، وتمارين الاسترخاء تتمثل في أن تستلقي في مكان هادئ وتتأملي وأنت مسترخية، تتأملي في شيء طيب، ولا مانع أن تستمعي إلى شريط بصوت خافت لأحد المقرئين المفضلين بالنسبة لك، استمعي لآيات من القرآن الكريم، هذا إن شاء الله يبعث على الطمأنينة، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، وخذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واملئي الصدر بالهواء، واجعلي البطن تنتفخ قليلاً، فهذا هو الشهيق، وبعد ذلك أمسكي على الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون بنفس القوة والبطء التي أدخلت بها الهواء في صدرك.

كرري هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، وكما ذكرت لك من المستحسن أيضاً أن تتحصلي على أحد الكتيبات أو الأشرطة، وهناك تمارين أخرى توضح كيفية استرخاء العضلات المختلفة في الجسم.

ومن الأشياء الضرورية جداً هو أن تغيري خارطة التفكير لديك حيال هذه النوبات القلقية، قولي لنفسك أن هذا قلق، لماذا أنا أخاف؟ هذا ليس خطير، إن شاء الله سوف أتغلب عليه، بمعنى أن تحقري فكرة القلق في حد ذاتها، فهذا إن شاء الله نوع من التفكير الإيجابي الذي يفيد كثيراً.

فهذه الإرشادات السلوكية العامة، وبجانب ذلك يقال أن التمارين الرياضية أيضاً تفيد، وتجنبي تناول القهوة والشاي بكميات كبيرة أيضاً يساعد، وأرجو أن تحرصي على ذلك.

وبعد ذلك نأتي إلى الدواء، فهناك عدة أدوية ولكن الدواء الأفضل والذي هو غير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الأعضاء الرئيسية في الجسم كالقلب والكلى والكبد، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية مطلقاً، هذا الدواء يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 5 مليجرام ليلاً، توجد حبة بها عشرة مليجرام وأخرى بها عشرين مليجرام، أود أن تبدئي بنصف حبة من فئة العشرة مليجرام لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبةٍ كاملة أي عشرة مليجرام، استمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى عشرين مليجرام، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن هذا الدواء، وأنت لست بحاجة لأي دواء غير ذلك، وأؤكد لك أنه سليم، وأنه سوف يجعل الله منه إن شاء الله شفاءً بالنسبة لك، إذن كوني حريصة عليه.

وفي بعض الدول يمكن الحصول على هذا الدواء بدون وصفة طبية، ولكني لست ملماً بالوضع في الإمارات العربية، وإذا كان لابد من وصفة طبية فأي طبيب يمكن أن يصفه لك، وهو يكتب باللغة الإنجليزية (Cipralex)، وكما ذكرت لك توجد منه حبة فئة 10 مليجرام وحبة فئة 20 مليجرام.

وأنا على ثقة كاملة أن هذه الحالة سوف تنقضي تماماً، وعليك بالتركيز في دراستك، وعليك أن ترفعي من مستوى المثابرة والدافعية والاجتهاد لديك، نحن في عالم فيه الكثير من التنافس ولا شك أن البقاء سيكون للأقوى وللأصلح فأرجو أن تزودي نفسك بالعلوم، ولا شك أنك أيضاً حريصة على الأمور الدينية والإيمانية والعقدية، فإن شاء الله فيها الدافع وفيها القوة وفيها الطمأنينة التي تعتري النفس، وتبعد إن شاء الله كل هذه المخاوف.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية والمعافاة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8709 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1145 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1700 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2665 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ