أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : العلاج السلوكي والدوائي لمن يعانون من الخوف من الأماكن الضيقة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أعاني منذ فترة من الخوف المرضي، حيث أخاف من الأماكن الضيقة، فما هو العلاج المناسب؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخوف من الأماكن الضيقة هو من المخاوف الخاصة، وهو في كثير من الحالات يكون أيضاً مرتبطاً بشيء من الخوف الاجتماعي، وأيضاً الخوف من التجمعات أو الخوف من الأماكن المفتوحة أو الخوف من حالة عدم وجود الرفقة، ولكنه في حالات يكون خوفاً منفرداً.

والمخاوف هي حالات نفسية مكتسبة أو سلوك نفسي مكتسب، وهي تعالج بالتأكيد عن طريق إضعاف هذا الشعور بالقيام بما يخالفه.

والعلاج ينقسم إلى شقين: العلاج السلوكي، والعلاج الدوائي.

والعلاج الدوائي ليس بالفعالية الشديدة أو الفعالية الجيدة في علاج الخوف من الأماكن الضيقة، أي ليس بمستوى علاج المخاوف الاجتماعي على سبيل المثال؛ حيث أن الأدوية تعتبر فعالة جداً.

وبالنسبة للعلاج السلوكي، فعليك أولاً أن تعمل ما يعرف بالتحليل السلوكي، والتحليل السلوكي نعني به أن تكتب في ورقة كل الأماكن أو أنواع الأماكن التي تخاف منها، على سبيل المثال: الخوف من المصعد، الخوف من الدخول في المصعد؛ حيث أنه من الأماكن الضيقة، الخوف من الدخول في الحمام، الخوف من التواجد وحدك في الغرفة ... وهكذا.

فلابد أن تكتب كل هذه المخاوف وابدأ بالأقل ثم الأشد ثم الأشد، وهذا التحليل السلوكي يعتبر ضرورياً جداً، وبعد أن تحدد هذه المخاوف تبدأ في العلاج، والعلاج ينقسم إلى التعرض لمصدر الخوف وعدم تجنبه وتحقيره، والتفكير الإيجابي من أن هذه فكرة سخيفة ومن أن مشاعرك مبالغ فيها، حيث تذهب إلى هذه الأماكن وما يأتيك من ضيق في النفس وربما ضربات وشعور بعدم القدرة على السيطرة على الموقف، فكر أن هذه المشاعر كلها مشاعر مبالغ فيها وليست حقيقية.

فالتعرض في الخيال يتكون من أن تجلس في مكانٍ هادئ كما قلنا، ثم تتأمل أنك دخلت في هذا المكان الضيق، وتأمل ما هو أسوأ، تأمل أن المصعد سوف يقف في المنتصف، وسوف تنقطع الكهرباء ولن يأتي أحد إلا بعد فترة وهكذا، فعش هذا الخيال بصورةٍ عميقة لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة، ويومياً يجب أن تعرض نفسك لأحد هذه المخاوف، أي التعرض في الخيال، ثم بعد ذلك تبدأ في العلاج التطبيقي، والعلاج التطبيقي هو أن تحاول أن تدخل الأماكن الضيقة وتكثر من ذلك، بمعدل ثلاث مرات في اليوم، ولابد أن تنتظر في داخل المكان الذي لا تطمئن فيه لمدة لا تقل عن عشر دقائق إلى ربع ساعة، حيث أن بعض الناس لا يجد صعوبة في دخول المكان بكثرة، ولكنه حين يبقى داخل المكان يحس بالقلق الشديد، والهروب من مثل هذه المواقف يؤدي إلى تدعيم وتحفيز الخوف، لذلك لابد للإنسان أن ينتظر، وحين تنتظر سوف تحس بشيء من القلق والاضطراب، وربما يرتفع المعدل قليلاً في الخمس دقائق الأولى، ثم بعد ذلك يظل الخوف على ما هو عليه، أي لا يزيد، ثم بعد ذلك يبدأ في التحرج والقلة حتى ينتهي، هذه هي الخارطة السلوكية للنوع من المخاوف الذي تعاني منه.

وفي بعض الحالات نقول للأخ الذي يعاني من المخاوف أن يصطحب معه أحد الأشخاص، ولكن لابد أن يكون هذا الاصطحاب فقط في المراحل الأولى، أي حين تبدأ في التعرض لمصدر الخوف يظل هذا الشخص لفترة وجيزة، ثم بعد ذلك لابد أن يذهب سبيله.

إذن أخي هذه هي طرق العلاج، ابدأ في الخيال، ثم بعد ذلك ابدأ في التطبيق العملي، والتطبيق العملي لابد أن تجبر نفسك، وصدقني أنك سوف ترتاح في نهاية الأمر.

والإنسان أيضاً إذا مارس تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس، والتي تتمثل في أخذ نفس عميق وبطيء يملأ الإنسان صدره بالهواء، ثم يقبض عليه، ثم بعد ذلك يخرجه ببطء وشدة أيضاً، هذه التمارين مارسها وحدك في البيت وبمعدل ربع ساعة في اليوم، وكذلك حاول أن تأخذ نفساً عميقاً حين تكون مقدماً على الدخول في أحد هذه الأماكن الضيقة، فهذا إن شاء الله أيضاً سوف يساعدك كثيراً.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، وهناك عقار يعرف باسم فافرين، وهو من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف بصفةٍ عامة، ربما تكون له بعض الفعالية في علاج الخوف من الأماكن الضيقة، ولكن كما ذكرت لك لا تعتبر فعالية الأدوية في مثل هذا النوع من الخوف بمثل فعاليتها في المخاوف الأخرى، لكن عموماً لا بأس من أن تجربه حيث أنه دواء سليم، وربما يعطيك الإقدام والرغبة في ممارسة التمارين السلوكية السابقة.

وجرعة الفافرين هي 50 مليجرام ليلاً كجرعة بداية، تتناولها يوميّاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبةٍ واحدة أي 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.

وهذا هو العلاج الذي أراه إن شاء الله سوف يكون مجدياً وفاعلاً بالنسبة لك، ولا مانع أبداً من أن تتقدم وتأتي إلى العيادة النفسية ما دمت موجودا في دولة قطر فهنالك الكثير من الأخصائيين النفسيين الذين يساعدون في علاج مثل هذه الحالات.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
حياتي أصبحت صعبة بسبب الخوف كيف أتخلص من ذلك؟ 1057 الأحد 10-05-2020 03:25 صـ
ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي وضعف الشخصية؟ 1472 الخميس 02-04-2020 05:06 صـ