أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rihab osman حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن نظر زوجك للنساء خطيئة ومخالفة لقول الله تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))[النور:30].
ونحن نتمنى أن تنصحي له، وأن تجعلي غضبك لله لا لنفسك، واجتهدي في إظهار ما عندك من الجمال ولا تنشغلي عن زوجك بالعيال، وخوفيه من غضب الكبير المتعال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، فاتق الله ولا تطلبي الطلاق فتضيعي الأطفال، وهذا نصحنا لك، ونحن لك في مقام العم والخال، وتذكري أن زوجك اختارك وارتضاك زوجة وأماً للعيال، ومرحباً بك في موقعك وشكراً على السؤال.
ولا يخفى على أحد خطورة إطلاق البصر في الغاديات والرائحات والشاشات والمحلات والمواقع المشبوهات، وقد أحسن من قال:
كل الحوادث مبدأهـــا مــــــن النــظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قــــــوس ولا وتر
يسر ناظـــــره ما ضــــــــــر خاطـــــــــــــــره لا مرحباً بســـــرور عـــاد بالضـــــرر
كما أن النظرة سهم مسموم، والسهم إذا كان مسموماً فإنه يتلف البدن وكذلك النظرة تفسد القلب وتؤثر عليه، فليتق الله هذا الرجل وليعلم أنه يجلب الأتعاب لنفسه ولأهله.

ولست أدري ما هو قوله ورده على هذا الاتهام؟ وهل لاحظت عليه هذا الأمر منذ بداية حياتكما؟ وكيف التزامه وتمسكه بدينه؟ وكيف تمسكك أنت أيضاً بتوجيهات الإسلام؟ وكيف حاله معك من حيث أداء وظائفه كرجل؟ ومن ناحية قيامه بواجباته الأسرية؟ وما هي طبيعة علاقته بالبنات؟ وهل يتبع النظرة النظرة، ويدفعه ذلك لما هو أسوأ؟ وهل نظره لكل امرأة في الشارع؟ وهل يمكن أن يتزوج بكل النساء؟ وهل كان زواجكما بعد علاقة عاطفية؟ وهل تعتقدين أنه يحبك؟
ولا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات تفتح لنا نوافذ كثيرة، وأرجو أن يفرق بين الحلال والحرام، ويعرف فضل المرأة التي اختارها من بين سائر النساء، وهذا مما ينبغي أيضاً أن تفكري فيه، ونحن نتمنى أن يدرك كل رجل أن جمال عليه الحلوى من الظاهر لا يدل على جودة ما فيها، فنحن في زمن الخديعة والمكياج وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
وأرجو أن يدرك كل رجل أنه لا خير في جمال يعرض في الشواطئ والطرقات، خاصة ونحن في زمن الإيدز والآفات، وكم من فتاة يبدوا مظهرها حسناً وهي قد جندت نفسها للانتقام وحرصت على نقل ما في جوفها من الأمراض والآثار ولم يبق أمام الدنيا إلا الرجوع إلى ظهر الإسلام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونحن لا ننصحك بطلب الطلاق ولكننا ندعوك لمواصلة النصح لزوجك، وذكريه بأن العدوان على أعراض الناس يضع عرضه على حافة الهاوية، يعرضه لغضب الله.
ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح زوجك.