أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أمين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بكتب الكتاب وإكمال مراسيم الزواج، وأما الخطوبة فما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ويؤسفنا ما يحصل من توسع من علاقات الخاطب بمخطوبته، وهذا بالإضافة إلى طول فترة الخطبة يجلب الملل والخلافات وقد يوقع فيما يغضب رب الأرض والسماوات فإذا حصلت الخلافات وساءت العلاقات جاءت القطيعة والفضائح والعداوات.

ونحن ننصحكم بمحاولة الإصلاح والمسارعة بإتمام مراسيم النكاح، ولست أدري ما هي أسباب النفور والخلاف، ونحن نتمنى تجاوزها إذا كانت أسباب دنيوية، فإن الرجل لن يجد امرأة بلا عيوب، والمرأة لن تجد رجلاً بلا نقائص، ولابد من تقديم التنازلات ليكون اللقاء في المنتصف، كما أرجو أن يدرك الجميع أن إنهاء العلاقة بهذه الطريقة سوف تكون له آثار سلبية على جميع الأطراف، وسوف تكون الفتاة أكثر تضرراً، وسوف تتأثر العلاقة بين الأسرتين، ويجد الشيطان ما يتمنى من غرس العداوة والبغضاء.

ونحن ننصح الجميع بتقوى الله، ونتمنى أن يكون للعقلاء والعلماء والدعاة عندكم دور في الإصلاح والتصحيح.

أما إذا سارت الأمور في الاتجاه الذي لا نريده فإن على الفتاة أن ترجع الأشياء الموجودة مما قدمه لها الخطيب بخلاف الأشياء التي أكلتها أو لبستها هذا إذا كان الرفض منها، مع ضرورة مراعاة الأعراف السائدة عندكم في مثل هذه الأمور فإن الأعراف معتبرة إذا لم تكن فيها مصادمة لشريعة الله.

وهذه وصيتي للجميع بضرورة التعامل مع الأزمة بهدوء وحكمة علماً بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، أرجو أن يكون ما حصل درس لشبابنا جميعاً ولكم أيضاً فإن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

وبالله التوفيق.