أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اتِّهام النفس وأثره في مسيرة الإصلاح والتصحيح

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابَّةٌ في ظاهر الأمر ملتزمة، وأما في داخل نفسي فأحس أنني غير ذلك، وأنني كثيرة الذنوب، وخاصةً لساني وعيني، فكثيراً ما يَزِلُّ لساني، وأجدني قد كذبت وحلفت كذباً، ولقد ابتلاني الله بوجهٍ لا بأس به، وقد حاولت أن أتنقب ولكن والدي رفض ذلك، وكلما خرجت إلى الشارع ونظر إليَّ رجلٌ أشعر بالذنب، فانصحوني واسألوا الله لي المغفرة، وأن يصرف عني الكذب.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ HJ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لمن كانت سريرتها أفضل من علانيتها، وشكراً لك ِعلى هذا السؤال الذي يدل على أن فيك خيراً كثيراً، وإصراراً على طاعة العليم الخبير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يحسن لنا ولك المصير، وأن يدخلنا الجنة في صحبة البشير النذير.

وأرجو أن تعلمي أن العاقلة إذا أحسن الناس بها الظن ارتفعت إلى مستوى ظنِّهم، ورددت بلسان أهل الإيمان: اللهم اجعلني خيراً مما يظنُّون، واغفر لي ما لا يعلمون. وقد أعجبني اتهامك لنفسك؛ لأن هذه هي النقطة الأولى في مسيرة الإصلاح والتصحيح، فهذا حذيفة رضي الله عنه يقول: (شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لساني، فقال: أين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟! ثم قال عليه الصلاة والسلام: وإني لأستغفر الله أكثر من سبعين مرة)، ولم يكن حذيفة رضي الله عنه فاحش اللسان، ولكنه الاتهام للنفس، وإلا فإن حذيفة رضي الله عنه هو صاحب السر والأسرار التي لا يُؤتمن عليها إلا من قيد لسانه وراقب الله بجنانه.

وإذا عرف الإنسان ذنبه فإن عليه أن يسارع بالتوبة منه، وأن يتذكر عظمة من يعصيه. فعجلي بالتوبة وأبشري؛ فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل إنه سبحانه بمنِّه وكرمه يفرح بتوبة من يتوب إليه، كما أرجو أن تكرري التوبة كلما تكرر الوقوع في الخطأ، حتى يكون الشيطان هو المخذول.

وكم تمنينا أن يكون الآباء ممن يعين الأولاد والبنات على طاعة الله، وأرجو أن تكرري محاولات إقناعه، واطلبي مساعدة الفضلاء والوجهاء من أرحامك، وزيدي من برِّك له، وتلطفي معه، وبيني له أن الحجاب شريعة الله، وأن في النقاب حماية للفتاة من الأعين العابثة، فإن أصرَّ ورفض فطاعة الله أعلى وأغلى، وصاحبي والدكِ بالمعروف، واجتهدي في إرضائه بشتى الوسائل، مع ضرورة تفادي مواطن الرجال، وترك الخروج إلا لضرورة، وأشغلي نفسكِ بذكر الله وطاعته.

ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك السداد والثبات.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! 2018 الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! 4061 الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3514 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ 1848 الأحد 12-07-2020 11:53 مـ
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ 1123 الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ