أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنه لا توجد أي بوادر لأي مرض عضوي يفسر هذه الحالة، وقد كان هنالك شبه إجماع من الأطباء أن مردها للقلق، والقلق النفسي بالطبع قد يأتي في عدة أشكال ومنها ما وصفته، وأنا على ثقة كاملة أن طبيب الأعصاب قد قام بإجراء تخطيط للمخ للتأكد من أنه لا يوجد أي نوع من الإفراز الكهربائي الزائد، وقد وددت أن أذكر ذلك فقط حتى تكتمل الصورة، وأرجو أن لا تنزعج لذلك.

تفاعلك السلبي مع السبراليكس ليس مستبعداً بالرغم من أنه ممتاز إلا أنه يعرف عنه – وكذلك عن البروزاك – أنه ربما يؤدي إلى تفاعل انفعالي سلبي؛ بمعنى أنه ربما يزيد من النشاط الكيميائي بدرجة كبيرة يؤدي إلى قلق وتوتر وانفعال زائد، وهذا يحصل لقلة قليلة جدّاً من الناس، والأدوية التي وصفت لك
( اللاكستونيل، والزاناكس ) من الأدوية المهدأة جدّاً وتساعد على إزالة القلق والتوتر بصورة واضحة، ولكن لابد أن نكون صادقين وأمينين معك أن هذه الأدوية ربما تؤدي إلى التعود إذا استمر عليها الإنسان لفترة طويلة، وأعتقد أن الطبيب الذي وصف لك ( الزاناكس ) لمدة أسبوع حتى تستعمله كمدعم للـ (دنكست) طبيب ممتاز؛ لأن هذا الدواء ( دنكست ) دواء جيد جدّاً لعلاج القلق والتوتر ولكنه بطيء ويعطى ( الزاناكس ) لأنه سريع المفعول وسريع الفعالية، فقط يخشى منه التعود عليه إذا استمر الإنسان لفترة طويلة.

وأنا أقول الآن: يجب أن تستمر على ( دنكست ) فهو دواء جيد وممتاز، ولا مانع أن تتناول الزاناكس لمدة أسبوع آخر، فابدأ بجرعة ربع مليجرام صباحاً وربع مليجراماً مساءً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى ربع مليجرام لمدة أسبوع واحد، ثم توقف عنه.

وأود أن تبدأ في تناول دواء آخر مع الزاناكس يعرف باسم (زولفت/لسترال) بجرعة 50 مليجراماً، وفي رأيي سوف يكون هذا الدواء الفعال والدواء الجيد والدواء السليم جدّاً بالنسبة لك.

إذن هذه هي الوصفة الطبية: زاناكس لمدة أسبوعين، والدنكست تستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، والزولفت بجرعة 50 مليجراماً لمدة ستة أشهر.. سيكون هذا هو العلاج الأفضل.. وبعد انقضاء ستة أشهر خفض الزولفت إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول العلاج..

لابد أيضاً أن تأخذ بآليات العلاج الأخرى التي تتمثل في ممارسة الرياضة – أي نوع من الرياضة – خاصة رياضة المشي، وتكون متفائلاً وإيجابيّاً في تفكيرك، فهذا يعتبر أمراً ضرورياً جدّاً، وأرجو ألا تتنقل بين الأطباء..

من الواضح أن الأمر قد حسم وأنك سوف تستفيد جدّاً من هذه الصفة، والقلق والتوتر والمخاوف سوف تزول ولن يحدث لك أي نوع من الاكتئاب إن شاء الله، كن مطمئناً وأرجو ألا تعيش مع القلق التوقعي، أي لا تكون تحت التفكير المتواصل حيال المرض والشفاء وعودة الأعراض، فهذه الأعراض قد تشغل الكثير من الناس، فأرجو أن تقلل من التفكير لدى هذه الأفكار التوقعية، ونحن على ثقة تامة بإذن الله تعالى أن أحوالك سوف تتحسن.

وبالله التوفيق.