أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أختكم في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لكِ بهذا الحرص والسؤال الذي يدل على أنكِ على خير وكرم نفس وطيب خصال، ونسأل الله أن يتولاك ويحفظك إنه الكبير المتعال، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يُذكِّرونك بطاعة الله صاحب العظمة والجلال.

ولا يخفى على أمثالكِ أن الله لم يجعل شفاء المسلمة فيما حرمه عليها، وأنه لا خير في أمرٍ يجلب غضب العظيم سبحانه.

كما أن هناك عدد من البدائل المتاحة المباحة؛ مثل رياضة المشي أو جلب بعض الأدوات الرياضية التي يمكن أن تُوضع في حجرة داخل المنزل، كما أنه من الممكن الاشتراك مع بعض الصالحات في ذلك.

وأرجو أن تتعرفي على أسباب زيادة الوزن حتى تتمكني من تفادي كل ما يزيد في وزنك، واتخاذ نظامٍ غذائي مدروس، وهذا أيضاً سهل ومعروف للجميع، واعلمي أن سلف الأمة لم يكونوا مثلنا لأنهم كانوا يقومون الليل، وقد ألف بعضهم في الفوائد الصحية للصلاة؛ وأشار ابن القيم إلى دور الصلاة في إزالة الفضلات، وكذلك هناك فوائد عظيمة في الصيام، ولو التزمنا بجعل ثلثٍ للطعام وثلثٍ للشراب وثلثٍ للنفس لسلمنا من كثير من الأمراض.

ورغم أنه لم يتضح لنا وزنك ومقدار الزيادة إلا أننا نحذر فتياتنا من المبالغة في طلب الرشاقة حتى تصبح الفتاة هيكلاً عظمياً، فالاعتدال هو المطلوب.

وما ينبغي أن تحزن من كان عندها حجم ووزن، ففي الرجال من يرغب في أمثالها، وكذلك ينبغي استشارة طبيبةٍ تثقين في دينها وعلمها مع ضرورة التقليل من الجلوس أمام التلفاز والإنترنت، والتقليل من تناول المواد الدهنية والنشويات، فإن الأكل الدسم له أضرارٌ وأخطارٌ لعل زيادة الوزن واحداً منها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، واعلمي أن الرياضة في الأماكن العامة لا تخلو من مفاسد، وليست الموسيقى إلا واحدة منها، وهذا زمانٌ لا تأمن فيه الفتاة على نفسها في مثل تلك الأوساط رغم ما يتوفر في بعض الأماكن من احتياطات؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، وقد أسعدني سؤالك، وأسأل الله أن يصلح أحوالك.
وبالله التوفيق.