أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الولد المذكور يمر بمرحلة في غاية الأهمية، وما يحصل منه من معالم هذه المرحلة، ومن حقه أن يجد الاحترام من إخوانه والتقدير منك مع ضرورة استخدام الحوار الهادئ وإعطاءه حقه وحظه من الثقة والاهتمام، وإذا وجد منكم الاهتمام فسوف يقل عدوانه على إخوانه، الذي نتمنى أن لا يجدوا من يشجعهم على مخالفة أوامر شقيقهم المذكور.

وأرجو أن يعلم هذا الشاب أنه ليس من حقه العدوان على إخوانه مع ضرورة أن يسمع هذا التنبيه بعيداً عن إخوانه.
وننصحكم بما يلي :-

1- الدعاء لهذا الشاب خاصة ولإخوانه.

2- إعطاءه مقدارا من الثقة وعدم فرض الوصاية عليه.

3- استخدام أسلوب الإقناع والحوار وقد أحسن من قال : ( إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع ).

4- شغل هذا الشاب بالأشياء المفيدة وإظهار حاجة المنزل إليه.

5- عزله عن إخوانه الصغار وذلك بأن يصحبه الأب أو الأخ الأكبر إلى المساجد وأماكن الخيرات وطلب مساعدته في شراء أغراض المنزل.

6- مشاورته على الأقل في الأمور الخاصة به.

7- تذكيره بحاجة إخوانه إلى شفقته ورحمته وتعليمه وليس إلى ضربه وانتقامه.

8- تخويفه من غضب والديه إذا اعتدى على إخوانه.

وقد أسعدني احترامه لك وسكوته عند ضربك له لأن هذا دليل على أنه مؤدب وفيه خير وربما كان في هذا مؤشر إلى أنكم تظلمونه بتشجيع إخوانه على عصيانه كما أن هذه الرغبة في السيطرة تدل على أن له ميول في القيادة، فأرجو تقدير هذا الجانب وتوجيهه إلى الوجهة الصحيحة، ونحذركم من كبته وقتل هذه الروح في نفسه كما نتمنى أن تبتعدوا عن مقارنته بإخوانه فإن هذا سوف يعمق ظاهره العنف، وأرجو أن يأخذ حقه من عطفكم وعدلكم.

أما صاحب السنوات الأربع، فأرجو أن لا يحرم من الضم والقبلات والتشجيع والكلام الحلو، كما نتمنى تقليل فترات وجوده أمام الرسوم المتحركة لما لها من أضرار وما ذكرتم في السؤال نتيجة طبيعية لمشاهدته للرسوم، وما خفي من الأضرار التي قد تظهر في المستقبل أعظم.

ولعل من المفيد لهذا الطفل الذهاب به إلى أماكن الألعاب الحركية كالحدائق وغيرها وحرص الأب على اصطحابه أحياناً إلى خارج المنزل حتى نقلل لحظات وجوده أمام شاشة الشر.

وأرجو عدم الاهتمام بما يظهره من العصبية ومقابلة ذلك بالتعامل وإظهار عدم الرضى وتجنبوا ضربه أو إيذائه فإن ذلك يعمق في نفسه العصيبة والعناد كما نتمنى أن لا يشاهد منكم مظاهر العناد والتوتر.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله والحرص على طاعته، واعلموا أن أهم ما نصلح به بيوتنا وحياتنا هو طاعتنا لربنا، وعليكم بكثرة الدعاء لأطفالكم، وتجنبوا الدعاء عليهم، وعليكم بالعدل والشفقة والرفق.

وبالله التوفيق والسداد.