أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ألم في القدمين وعدم القدرة على فتح العينين

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لي بنت عمرها 17 سنة، وعندها حالات لم أفهمها ولا أعرف ما سأفعله، فمنذ حوالي ثلاث سنوات في بعض الأحيان تتألم من قدميها، وفي حين آخر عند مؤخرة الفخذ، وتارة أخرى في يدها.

وقد أخذتها عند الطبيب المختص في العظام فقال لي أن عندها التهابات، فأخذتها عند الطبيب المختص (Neurologue) فقال لي: عندها الخوف، وهي في سن المراهقة.

وقريباً كان عندنا حفل عائلي صغير وأثناء الليل وإذا بالزوجة تناديني أن ألحق بها عند الغرفة، وعندما دخلت وجدتها لا تستطيع أن تفتح عينيها ولا تقدر على الكلام لمدة حوالي 15 ثانية، فقرأت لها بعض الآيات من القرآن ورششتها بالماء على وجهها وبعدها عادت إلى حالتها الطبيعية مع فشل خفيف.

أرشدوني وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ديدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة يظهر أنها حالة نفسية وليست عضوية، وما ذكره لك الطبيب أنها تعاني من الخوف أو الفجعة فهذا في رأيي ربما يكون أمراً صحيحاً من الناحية التشخيصية، وأود أن أضيف إليه أن هذا النوع من الخوف هو في الأصل نوع من القلق النفسي، ويسميه البعض القلق الهستيري أو الخوف الهستيري من النوع الانشقاقي، أي تتحول الأعراض النفسية إلى أعراض جسدية، مثل الشعور بالألم في مكانٍ معين أو غمض العينين أو عدم القدرة على الكلام أو عدم القدرة على الحركة، وهو في الغالب إن شاء الله يكون حالة عرضية وليست دائمة.

وبالتأكيد حين قام بفحصها الطبيب المختص في أمراض الأعصاب، يكون قد قام بإجراء تخطيط للمخ لها؛ لأنه في نظري يعتبر أمراً ضرورياً، فإذا قام الطبيب بعمل التخطيط يستطيع أن يتأكد أنه لا توجد لديها أي إفرازات كهربائية زائدة في المخ، وعليه إذا لم يتم هذا الفحص فربما يكون من المستحسن القيام بإجراء هذا الفحص حتى يتم التأكد من أنه لا توجد أي بؤرة صرعية، وإن كانت أعراضها لا تشبه الصرع، ولكن هذا من أجل التأكد فقط.

فالمطلوب هو إجراء هذا الفحص إذا كان ذلك ممكناً، وإن لم يكن ذلك ممكناً فأرجو أن لا تنشغل بهذا الأمر، وتعتبرها كما ذكرت لك حالة من أنواع القلق الهستيري الانشقاقي، وهو يحدث لدى البنات في هذه السن، وهو إن شاء الله شيء عرضي، والذي أرجوه هو أن تطمئن هذه الابنة، والشيء الثاني هو أن تُشعر بأنها فاعلة في الأسرة وأن تُعطى بعض المهام في المنزل، وأن تستشار لأن ذلك يشعرها بقيمتها وشخصيتها، مما يساعدها في تخطي مثل هذه المصاعب.

وفي بعض الأحيان تكون الحالة مرتبطة بنوعٍ من محاولة استدرار العطف، والشخص يكون لديه الرغبة في أن يهتم به الآخرون بصورة أكبر، وأنا بالطبع لا أتهم هذه الابنة بالتصنع مطلقاً؛ لأن حتى محاولة استدرار العطف هي في الحقيقة تحدث بصورةٍ لا إرادية وبصورة لا شعورية، وتكون في بعض الأحيان مرتبطة بالخوف والعصبية.

وسيكون من الجميل أيضاً أن تتاح الفرصة لهذه الابنة أن تعبر عن ذاتها، أن تعبر عما بداخلها، وكما ذكرت لك ضرورة بناء شخصيتها وذلك بإعطائها بعض المهام حتى تتكون لديها المقدرات القيادية في المنزل مما يقوي من شخصيتها، وبالطبع أنصح أيضاً أن لا يتم التردد كثيراً على الأطباء.

وهناك بعض الأدوية التي تساعد أيضاً في زوال هذا الخوف وهذا القلق، وأعتقد العقار الذي يسمى باسم فافرين سوف يكون مناسباً جداً بالنسبة لها، فيمكن إعطاؤها هذا العقار بجرعة 50 مليجراماً ليلاً، بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى 50 مليجراماً في الظهر و50 مليجراماً ليلاً، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 50 مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تتوقف عن هذا الدواء.

وكما ذكرت لك إن شاء الله هذه حالة من حالات القلق العصابي، وسوف تنتهي إن شاء الله، وأسأل الله لها التوفيق والحفظ والشفاء.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2453 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1214 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ