أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الزيادة في ضربات القلب تعتبر أمراً طبيعياً جدّاً، وهي عملية فسيولوجية بحتة، أي: تعتمد على كمية الفراغ التي يكون في داخل القفص الصدري، فأنت حين تأخذ نفساً عميقاً يتسع هذا الفراغ ويؤدي إلى انخفاض في الحجاب الحاجز - وهو الجدار الذي يفصل بين الصدر وبين البطن - وهذا ربما يؤدي إلى تغيرات في معدل ضربات القلب، فأرجو ألا تنزعج لذلك مطلقاً، فهي كما ذكرت لك هي عملية فسيولوجية بحتة ولا تدل مطلقاً على وجود أي مرض، فأرجو أن تطمئن لذلك أخي.

والأمر الآخر الذي أود أن أؤكده لك أن عملية الخفقان أو الضربات الزائدة تختفي بممارسة تمارين التنفس، وحتى تقلل من هذه الضربات وإزعاجها بالنسبة لك أرجو ألا تمارس (تمارين التنفس والاسترخاء) بعد تناول الطعام، بل يفضل أن تمارس هذه التمارين ومعدتك خالية من الطعام ومستريحة نسبيّاً، فهذا يساعد كثيراً، كما أنه إذا مارستها وأنت مستلقٍ بشرط أن تضع رأسك على وسادة عالية (مخدة كبيرة أو اثنتين أو ثلاثة) واجعل نفسك في وضع انحداري، فهذا يقلل كثيراً من هذه الضربات، فأرجو أن تطمئن وأن تطبق هذه الإرشادات البسيطة، حيث أنها بإذن الله تعالى سوف تقلل من هذه الظاهرة.

بالنسبة للتنفس عن طريق البطن، فأفضل طريقة هي أن تستنشق الهواء عن طريق الأنف وليس عن طريق الفم، وقم بعمل ذلك بالتدريج، ثم بعد ذلك حين تصل إلى أقصى ما تستطيع من إدخال الهواء، احتفظ بالهواء لمدة 10 إلى 15 ثانية، يمكن ذلك عن طريق عدَّك للأصابع، وهذه الفترة فترة معقولة جدّاً.

إذن التنفس يكون عن طريق الأنف ويكون بالتدرج، وفيه تقوم بنفخ البطن وليس بإدخاله إلى أسفل، انفخ البطن في الشهيق وهو عن طريق الأنف، ثم بعد ذلك تقبض الهواء لمدة 10 إلى 15 ثانية، ثم بعد ذلك تأتي عملية الزفير، وهي إخراج الهواء ويكون عن طريق الفم وليس عن طريق الأنف، وقم بإخراج الهواء ببطء، وستجد بعد ذلك أن الصدر والبطن قد رجعا إلى وضعهما الطبيعي، وحاول أن تدخل البطن إلى الداخل في هذه المرحلة، أي في نهاية الزفير حاول أن تدخل البطن إلى الداخل وذلك بشد العضلات، هذا أيضاً يساعد كثيراً.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.