أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فينقسم السؤال إلى عدة أقسام وهي:
الندبة، وتفتيح البشرة، والهالات حول العينين، وحول الفم.
وستكون الإجابة أولاً للندبة، ثم جواباً عاماً للتصبغات، ثم جواباً تفصيلياً لكل من الهالات حول الفم، ثم جواباً تفصيلياً للتصبغات حول العينين.
أولاً: الندبة:
فبالإمكان الإقلال من حجم الندبة أو تحسين شكلها وذلك عن طريق القيام بعملية تجميل، ولا ندري ما قياس الجرح، ولكن على كل الأحوال ننصح بمراجعة طبيب جراح تجميل أو جراح جلدية، ولهما القيام بالنصح واتخاذ القرار ومساعدتك على اتخاذ القرار، فالطبيب الفاحص المعاين الجراح والخبير بالتجميل أقدر على تقييم الحالة وإعطاء الاحتمالات لعلاجها.
والخلاصة فيما يتعلق بالندبة الرأي الأول لجراح الجلدية أو جراح التجميل، ومن واجب من سيقوم بالجراحة أياً كانت أن يوضح للمريض تفاصيل العمل الجراحي، واحتمالات نجاحه، وما هي المضاعفات الممكنة؟ وعليه أن يجيب على أي سؤال يطرحه المريض قبل إجراء العمل الجراحي.
كما وأن النتيجة تعتمد بشكل كبير على الجراح وخبرته وكفاءته، ونزيد واحدة من عندنا وهي أن يكون أمينا مؤتمنا، وهذا من البديهي لكل طبيب أقسم اليمين بالله عند تخرجه (وليس أقسم بغير الله تعالى) فاختاري الطبيب الثقة من الناحية الطبية والمهنية والسلوكية حتى لا يحصل ابتزاز نتيجة حاجتك للعمل الجراحي.

وقد يكون للكريمات المبيضة أثر في تخفيف لون الندبة، وليس الندبة بذاتها وهذا ما سيرد لاحقاً مع التصبغات.
ثانياً: التصبغات حول الفم والعينين (باختصار).

1- فأما الاسوداد حول الفم فقد يكون مشتركا مع الهالات حول العين ويكون عندك:
A. إما بشرة سمراء داكنة عندها القابلية للتصبغ، وهنا تجب الوقاية بالدرجة الأولى، ومن الوقاية تجنب الفرك والدلك والشمس.
B. أو أكزيما بنيوية والتي تظهر فيها التصبغات حول الفم والعين، والإكزيما مرض تحسسي قد يتصاحب مع التهاب الملتحمة التحسسي أو التهاب الأنف التحسسي أو الشرى (الأرتيكاريا ) أو الربو وهو أكثرها شيوعاً، وقد لا يكون أي من ذلك موجودا عندك بل موجود في العائلة، والعلاج هنا بمعالجة الإكزيما تحت إشراف طبيب مختص.

2- وأما الهالات حول العين فعلاجها بتحسين الحالة العامة من وزن وغذاء ورياضة وحالة نفسية وأرق وغيره، كما وأن هناك كريمات كثيرة في الأسواق تتعامل مع هذه المشكلة والذي تنتجه شركات مختلفة، وما يناسبك هو الذي جربتيه وناسبك؛ لأن الناس تختلف في استجابتها وفي طبيعتها، وأظن أن العلاج المزدوج من وقاية وجل سيفيد أكثر من العلاج الأحادي، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر، وكاقتراح لا بأس بتجريب كريم (روك ريتينوكس كونتور نايت).

ولنأت الآن إلى بعض التفاصيل حول التصبغات، أما الاسوداد حول الفم:
1- هناك عوامل عديدة تلعب دوراً متفاوتاً في شدة اللون ونوعه وتوزعه في جلد الإنسان.
2- بشكل عام فإن العِرق والشمس والهرمونات والعطور والاحتكاك والبنية الاكزيمائية من أهم العوامل لتصبغ الوجه.
3- العِرق الأسمر عنده قابلية أكثر من غيره للاسمرار خاصة في الوجه والمناطق التي تتعرض للشمس أو الاحتكاك.
4- بما أن بشرتك سمراء فأرجو ألا تعتقدي أن هذا السواد هو اتساخ أو يزول بالتنظيف فتكرير التنظيف مما يزيد الأمر اسوداداً، ولا أقول سوءاً.
5- النصائح:
A. إجراء تحليل (Ig e) في الدم، فإن كان عاليا يحتاج للمتابعة مع طبيب وهو ليس بالأمر الخطير ولكن يدل على البنية الاكزيمائية والتي تؤدي للتصبغات التالية للالتهاب.

B. عدم دلك الموضع ولو حتى لتنظيفه؛ لأن ذلك يزيد من الحالة، ويمكن تنظيفه بلطف ورقة.

C. وضع مضادات الضياء للجلد الحساس مثل روك مينيسول أو غيرها مما تعرفين.

D. استعمال فيتامين سي 500 مغ من مرة إلى مرتين يومياً بعد الأكل ولفترة أشهر.

E. تجنب العطور على الوجه وحتى على اليدين؛ لأنها قد تنتقل بشكل غير مباشر وتؤدي إلى التهاب الجلد الضيائي بالعطور، والذي قد يتظاهر مباشرة بالتصبغات.

F. إن لم يتحسن الحال بعد أسابيع، وليس أيام فعندها نفكر بالمبيضات مثل أتاشي أو سويا يونيفاي أو يونيتون 4 أو وايت أوبجيكتيف فوتوديرما.

6- ختاماً لا علاج ينفع بدون وقاية وبدون تجنب الأسباب.

أما الاسوداد حول العينين إما أن يكون أكزيمائياً، أو عائلياً، أو ما بعد الالتهاب.
أولاً الاسوداد حول العينين الإكزيمائي:
1- تتظاهر الإكزيما البنيوية باندفاعات حاكة ناكسة في الجسم عامة أو تتظاهر بشكل وسمي (أي واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين وعلاجها الوقائي بشكل عام هو الوقاية من العوامل المهيجة للأكزيما مثل الصوابين والمحسسات الأخرى التي يمكن أن تكون طيارة أو سائلة أو صلبة.

2- يمكن أن تعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم، وهذا علاج سليم مأمون ليس له مضاعفات ولو استعمل لفترات طويلة.

3- أما مستحضرات الكوتيزون فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة، ولا يستعمل لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.
ثانياً: الاسواد العائلي حول العينين:
1- هناك اسوداد عائلي حول العينين (أي: يزيد عند بعض العائلات) وأحياناً هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض العروق خاصة العرق الأسود أو الأسمر).

1- الشكل العائلي يكون فيه العلاج أقل فاعلية ويفضل فيه التجميل بالمساحيق أو الجراحة.

ثالثاً: الاسواد حول العينين بسبب التهابي أو رضي.
1- هناك أسباب أخرى مثل ما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية أو تصبغ ما حول العينين بسبب الإرهاق والسهر والفرك أو جزء من الكلف.

2- وبالطبع فالعلاج السببي هو الخطوة الأولى.

ملاحظات: حول العلاج للتصبغات حول العينين:
1- الغاية من العلاج هي غاية تجميلية وليست ضرورة طبية.
2- يجب تجنب وعلاج ما يمكن من الأسباب.
3- يفضل تجنب التعرض للشمس.
4- تناول فيتامين ( C ) ومضادات الأكسدة أو حتى استعمالها موضعياً.
5- تطبيق بعض المواد القاصرة الخاصة لما حول العين، وغالباً ما تكون أقل تركيزاً من التي تستعمل على الوجه.

6- ويمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز والتي تحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع ولكن يجب استعماله لدورات عديدة: الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع مثل ريتينوكس أو ريتينول الخاصان بما حول العين.

7- التقشير الكيميائي بحذر؛ (بيد الطبيب المختص الخبير). لأن هذا الموضع حساس.
8- استعمال صابون سائل يحوي مادة الفا هيدروكسي اسيد وذلك بغسل الموضع مرة مساء كل يوم لمدة دقائق يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حساس وقابل للتهيج، وهناك مستحضر خاص لشركة غلايتون.

9- تطبيق المساحيق مثل كريم الأساس الذي يغطي البقع دون أن يشفيها.

10- الليزر يزيل التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات.

11- وأخيراً الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي) والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج خبيراً وقد يكون مكلفاً.

وختاماً نسأل الله تعالى أن يعافي جميع مرضى المسلمين.