أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : اعتبار رغبة الفتاة في الزواج من أمر الدنيا والحرص عليها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم كثيراً على هذا القسم الرائع في الموقع الإسلامي، وسؤالي هنا كيف يعرف الإنسان إذا كانت الدنيا في قلبه أم لا؟ وما هو الحل لو كان هذا؟ وما هي علامات حب الإنسان للدنيا؟ وكيف نأخذ بالحديث الشريف فيما معناه: (من كانت الدنيا همه فرق الله بينه وبينها، ومن جعل الآخرة كل همه جعل الله غناه في قلبه)؟ وكيف نعمل بهذا في ظل هذه الفتن؟ وهل إذا كانت الفتاة تريد الزواج من زوج صالح هل هذا يعتبر أمراً دنيويا وهنا تكون الدنيا همها؟
مع العلم أنها تحب الله جداً، وأيضاً هل لو أن الفتاة ملتزمة وتزوجت من شاب ليس ملتزما إلى حد ما لكن هو ارتبط بها لأنه يريد أحداً يعينه على طاعة ربه، هل نصيب ومقدر أن نعلم أن الزوج والرزق وشقاء الإنسان أو سعادته يكون مكتوبا من قبل الولادة؟
بالله عليكم أفيدوني فأنا في حيرة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحبه لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كل شيء بقضاء وقدر ولكن المؤمنة تعمل وتسعى لأنها تعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
وأرجو أن تعلمي أن أهل الإيمان يحرصون على أن تكون الدنيا في أيديهم، وليس في قلوبهم، ويدركون أن الزهد الحقيقي هو زهد الواجدين الذين أقبلت عليهم الدنيا لكنها لم تسكن في قلوبهم، وإنما كانت في أيديهم فقدموها فنالوا بها رضوان الله.
وقد جاء رجل إلى مجلس عمر رضي الله عنه وتكلم عن الدنيا فوضعها وحقرها فلما انتهى قام ابن كعب رضي الله عنه فقال: (صدق الرجل فيما قال إلا في حديثه عن الدنيا فإنها مزرعتنا ودارنا التي نعمل فيها ومطيتنا إلى الآخرة فالمؤمنين يعملون للآخرة ولكنهم لا ينسون نصيبهم في الدنيا وعمارتها)، قال تعالى: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ))[القصص:77]، وإذا أصبح المسلم وهمه الآخرة جمع الله شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، أما من أصبح وهمّه الدنيا شتت الله شمله ولم ينل من الدنيا إلا ما كتب له، ولا يخفى عليك أن الله سبحانه تكفل بالأرزاق وأمرنا بطاعته التي هي غاية إيجادنا قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ))[الذاريات:56-58].
وقال سبحانه: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132]، فقد خلقك الله لعبادته وتكفل الرزاق برزقك فلا تتعبي، وليس على الإنسان إلا فعل الأسباب لأنه يوقن أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، ولذلك قال لمريم: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا))[مريم:25].
وأحسن من قال:
ولو شاء ألقى إليها الثمر من غيره ولكن كل شيء له سبب
وليس في طلب المرأة للرجل الصالح ما يدل على حب الدنيا ولكن تقديم العاصي لأجل ماله يدل على ذلك مع ما فيه من مخالفة لتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (
وقد وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال فيما يرويه عن ربه عز وجل: (
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على تقديم صاحب الدين ومصادقة المتدينات، واقبلي بأفضل من يتقدم إليك حتى لو كان حظه من الدنيا قليلاً فإن الدنيا تذهب وتجئ ويعطيها الله لمن يحب ولمن يكره، ولكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه ورزق ربك خير وأبقى.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد!
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل الارتياح بعد النظرة الشرعية بشارة خير؟ | 2198 | الأربعاء 12-08-2020 02:47 صـ |
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ | 1913 | الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ |
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ | 1268 | الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ |
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! | 2264 | الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ |
خطبني شاب ميسور ولكني لم أتقبله وأهلي يجبرونني عليه | 1199 | الثلاثاء 16-06-2020 05:51 صـ |