أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج الاكتئاب النفسي بعد موت أحد الأصدقاء عن طريق التمارين الرياضية

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

تتلخص قصتي في إصابتي بحالة اكتئاب شديدة بعد فقداني أحد أعز أصدقائي في حادث مروري مروع قبل سنتين، ولم أعط نفسي مجالاً للذهاب لطبيب نفسي منذ ذلك اليوم، إلا أنه قد انتابتني حالة من التوتر وضيق التنفس وخفقان شديد في القلب أثناء قيادتي للسيارة، وقد كنت على يقين أن هذه المرة الأخيرة التي سأقود بها السيارة وأشاهد بها الدنيا؛ لأن إحساسي كان أنني ميت لا محالة، فأخذت جانب الطريق ووقفت بالسيارة وأغمضت عيني وتشهدت، ولكن بعد عدة دقائق زالت تلك الأعراض فجأة، وأتت رجفة شديدة وشعور بالبرودة في الأطراف.

وذهبت للمستشفى وعملت فحوصات شاملة للدم وتخطيط للقلب والرنين المغناطيسي، وعملت أيضاً منظاراً للمعدة، والحمد لله كل شيء طلع سليم، ما عدا القولون العصبي الذي أعاني منه منذ قرابة الخمس سنوات، الذي يشك الدكتور بالتهابه، وهذا ما استبعدته أنا، لأنني أعرف أنني في حالة اكتئاب وخوف من الموت، ومشكلتي نفسية 100%.

وفعلاً عند خروجي من المستشفى بعد أسبوع كامل من العلاج الذي لم ينفع معي ذهبت إلى طبيب نفسي وقال: أن حالتك تسمى في المصطلح الطبي بـ( Panic attack ) أو الرهاب الاجتماعي والهلع، ووصف لي دواء (Cipralex) لمدة 6 أشهر حبة 10 mg أول أسبوع، ثم حبتين إلى نهاية الستة أشهر، وعند أخذي للدواء أول أسبوعين أحسست بالغثيان واحمرار بالعين والدوخة والخمول وكثرة النوم والصداع.

ثم بعد أسبوعين اختفت تلك الأعراض والحمد لله، ولكن بعد شهر رجعت لي نفس الأعراض وهي ضيق التنفس وضيق شديد بالصدر وصداع في نصف الرأس وأحلام غريبة وعدم إحساس بالواقع.

فأرجو معرفة هل هذا من الدواء أم من ماذا بالضبط؟

علماً بأنني إنسان محافظ على الصلوات الخمس، والأذكار اليومية، وقراءة القرآن، وعدم سماع الأغاني والحمد لله.

أفيدوني لأنني ما عدت أطيق الاحتكاك بالعالم الخارجي والناس، ومهدد بالفصل من عملي بسبب كثرة الغياب.

ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحالتك بالطبع هي حالة قلق عام أتت عليها نوبة حادة مما يعرف بحالة الهرع أو الفزع، وهو كما ذكرت مفزع جدّاً للإنسان ومزعج وإن لم يكن خطيراً.

والكثير يتخيل أن نوبات الهرع هذه يمكن أن تعالج عن طريق الدواء فقط، وأنا أرى أن للدواء دوراً هاماً وفعّالاً، ولكن لابد من القيام بتمارين الاسترخاء، ولابد من التدريب أيضاً على تمارين ما يعرف بإجهاض نوبات الفزع، والتي تتمثل في أن تتخيل أن هذه النوبة قد أصابتك وأنت خارج المنزل ولا أحد حولك وأنك وسط زحام شديد، تخيل ذلك ثم بعد ذلك قم بأخذ نفس عميق وبطيء، كرره عدة مرات، وخلال ذلك قل لنفسك: سوف أنتصر على هذه النوبة، أنا أقوى منها، لا علاقة لها بمرض القلب، هي حالة عصبية نفسية، لقد انتهت الآن، لقد انتهت الآن، الناس لا يروني ولا يشاهدونني كما أتصور، ولن أسقط في مكان عام... وهكذا.

وبالنسبة للأعراض التي قد أصابتك فأرى أنها بصورة جزئية يكون الدواء قد تسبب فيها، ولكن الجزء الأكبر منها هو ناتج من حالة القلق الذي من الواضح أنه ملازم لشخصيتك.

والسبراليكس دواء ممتاز، وهو لا يسبب الأعراض السالفة الذكر بهذه الشدة، بل ربما يسبب بعض الغثيان والشعور بالاسترخاء في الأيام الأولى لبداية العلاج ثم يختفي هذا الأمر تماماً.

ويمكنك أن تضيف دواء آخر بسيطاً جدّاً سوف يزيل هذا القلق إن شاء الله، وهذا الدواء يعرف باسم فلونكسول، فتناوله بجرعة حبة واحدة نصف مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عنه، وفي ذات الوقت يجب أن تستمر على السبراليكس لأنه هو الأفضل فيما يخص علاج نوبات الهرع والفزع والخوف، كما أنه قليل الآثار الجانبية السلبية، وهو لا يتفاعل سلبيّاً مع الأدوية الأخرى.

والحمد لله الذي جعلك تحافظ على الصلوات والأذكار وقراءة القرآن، فهذه منَّة من الله تعالى، قال الله تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].

نسأل الله تعالى لك التوفيق والمزيد من عمل الطاعات، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8727 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1150 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1703 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2669 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ