أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : علاج أعراض الهرع العصابي المتمثلة في الإرهاق والعصبية الزائدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية والشكر لكل المساهمين في ارتقاء الشبكة الإسلامية، أود طرح مشكلتي وعذراً لأني سأطيل عليكم قليلاً.
بدأت مشكلتي منذ حوالي خمس سنوات، حيث وجدت في بعض الأوقات كأن هناك من يمسك بقلبي فتتسارع النبضات ثم لا تلبث وأن تعود كما كانت فعرضت حالتي على طبيب متخصص في القلب وقال لي: أنه ليس عندي أي مشاكل في القلب، وبعدها ذهبت لطبيب نفسي قال لي: أنني مصاب بالتوتر والقلق وأخذت الدواء الموصوف لي وتحسنت تماماً بعد مرور ثلاث سنوات أصابتني حالة غريبة ومفزعة حيث وجدت قلبي ينبض بشدة وأشم رائحة الدم في أنفي وأشعر بأني سوف يغشى علي، وأذهب للتبول كل 5 دقائق وأحسست بالموت وسكراته، فذهبت للمستشفى فوجدوا أن ضغط الدم لدي مرتفع جداً، وقال لي الطبيب: إنني مصاب بمرض ضغط الدم المرتفع، ويجب أخذ الدواء المناسب لتنظيمه.
فلم أقتنع! فذهبت لثلاث أطباء كلهم أجمعوا على ذلك وكل منهم يكتب لي الدواء المناسب في نظره، فقطعت كل الأدوية بعد أسبوعين ولم يرتفع ضغطي عن المعدل الطبيعي، فعرفت أنه ضغطاً عصبياً لا مرضياً، منذ ذلك الوقت وأنا أحس بالآتي:
1- عدم انتظام في ضربات القلب ونبضاته عنيفة.
2- عدم انتظام في الجهاز الهضمي ( انتفاخ - إسهال - حموضة - إمساك - فقدان شهية للأكل ).
3- اختناق من أعلى الأنف وأسفل الرقبة وإحساس بعدم وجود أكسجين في الهواء.
4- إرهاق شديد، وضعف عزيمة، وكسل وانطوائية، وعصبية شديدة، وفقدان تركيز، وضعف في الذاكرة، وإحساس بالوحدة، وانعزال عن العالم، كأني شخص غريب، ودوخة وإحساس بالخوف من الموت خصوصاً عند ذكره، وعند الإحساس بتلك الأعراض.
5 - قلق وتوتر حاد وخوف بدون أسباب وفي أي وقت، خصوصاً في الليل.
6 - اكتئاب يدعو للانتحار، وأنه ليس لحياتي أي قيمة، بالإضافة إلى الحالة المزاجية المتدنية جداً.
ذهبت لعدة أطباء وكل ما وصفوه لي لم ينفعني بشيء سوى إحساسي بأعراض أخرى نتيجة تناول الدواء إلا الطبيب الأخير الذي وصف لي ( Effexor .75) لمدة شهرين، لكني قطعته لأعراضه الجانبية المزعجة، وخصوصاً أني متزوج ولدي طفلين وأنا الآن لا أتناول أكثر من( Xanax أو Alprax أو Zolam ).
فقد تعبت واعتاد جسمي على المهدئات، مع العلم أني كنت أعاني من ألم في العظام لفترة واعتاد جسمي على ( Tramadol ) لمدة 4 سنوات، وقطعته منذ 8 أشهر ثم عدت إليه الآن.
فأرجو من سيادتكم وصف نظام علاجي خاص بهذا المرض النفسي، ووصف دواء للرفع من الحالة المزاجية والتخلص من الانطوائية والكسل.
وفي النهاية اعذروني للإطالة ولسيادتكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
كل هذه الأعراض التي وردت في رسالتك هي تدل أنك قد أصبت بحالة تعرف بالهرع النفسي العصابي، وهي حالة من القلق الشديد المصحوب بالخوف والذي تتخلله نوع من التسارع في ضربات القلب، كما أن الأعراض الجسدية التي ذكرتها خاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي هي من صميم أعراض القلق والتوتر، ولا شك أن الإنسان حين تنتابه مثل هذه الأعراض قد تؤدي إلى مزاج اكتئابي وشعور بعدم الكفاءة النفسية.
الذي أود أن أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدّاً وليست خطيرة مطلقاً، بالرغم من اعترافي بأنها قد تسبب لك انزعاجاً.
الشيء الآخر هي -إن شاء الله- في متناول العلاج تماماً.
من أفضل وسائل العلاج في مثل هذه الحالات هي ممارسة تمارين الاسترخاء، والتي تتمثل في أن تستلقي في مكان هادئ وتغمض عينيك ثم تفتح فمك قليلاً وتتأمل في شيء طيب أو حدث سعيد ثم بعد ذلك تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً، وهذا يعرف بالشهيق، ثم أمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم بعد ذلك أخرج الهواء أيضاً بقوة وبطء ويفضل أن يكون إخراج الهواء عن طريق الفم، وهذا بالطبع يعرف بالزفير، كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بواقع مرتين في اليوم.
الخط الثاني في العلاج هو: ممارسة الرياضة، خاصة ممارسة رياضة المشي حيث أنها تمتص طاقات القلق والتوتر الزائد.
الوسيلة الثالثة في العلاج هي: الأدوية النفسية، وأنت قد تناولت الكثير من الأدوية ولكنك لم تجني منها فائدة ملحوظة، وحقيقة أود أن أرشح لك أحد الأدوية التي أرى أنها أنسب بالنسبة لحالتك، هذا الدواء يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً، ويفضل أن يكون ذلك بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام لمدة ستة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرام لمدة أسبوعين.
هذا التدرج العلاجي يعتبر -أيها الأخ الفاضل- من الضرورات المهمة حتى تتحصل على النتائج المرجوة من هذا العلاج، علماً بأن السبراليكس هو من أفضل وأجود الأدوية كما أنه من الأدوية السليمة جدّاً.
أرجو أن تأخذ بالنصائح الإرشادية السابقة وتتناول العلاج كما هو.
لا أرى أن هنالك أدوية عشبية سوف تفيد في حالتك، ولا شك أن الالتزام بمتطلبات الدين والعبادة الصحيحة والمحافظة على الورد القرآني من المحسنات والمؤثرات الإيجابية جدّاً على الصحة النفسية، وكذلك -يا أخي- أرجو أن تتأمل وتتفكر في إيجابياتك في الحياة؛ لأن هذه وسيلة تقلل الشعور بالسلبيات وتحسن من الدافعية النفسية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ | 1200 | الأحد 09-08-2020 05:24 صـ |
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ | 1769 | الأحد 09-08-2020 04:31 صـ |
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3909 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي | 2731 | الخميس 23-07-2020 05:22 صـ |