أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشعور بالخوف من الموت هو شعور يأتي للناس من وقت لآخر، ولكن أن يكون أمراً ملازماً ومطبقاً دائماً فهذا بالطبع وضع غير سليم وغير صحيح، وفي ذات الوقت ربما يكون دلالة على أنك تعانين من نوع من الاكتئاب النفسي البسيط أو أنك تعانين من نوع من الرهاب والخوف الذي جعلك دائماً تحت هذا الشعور.

عموما أيّاً كانت الأسباب وأيّاً كانت الدوافع فالمبدأ الأول هو الطمأنينة، أنت بحمد الله مؤمنة بقضاء الله وقدره والموت حق ولا شك في ذلك، والإنسان لا يموت إلا إذا جاء أجله (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ))[الأعراف:34] ولو لحظة واحدة، هذا هو المبدأ العام أرجو أن تغرسيه في نفسك وفي تفكيرك وتأخذيه بجدية أكثر.

والشيء الآخر هو الدعاء، فهو مطمئن جدّاً، فيسأل الإنسان ربه أن يحفظه وأن يحسن خاتمته ويحسن عاقبته، فالدعاء علاج شافٍ بإذن الله لمثل هذه المخاوف.

وسيكون من الجميل والأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف؛ لأن هذا يعتبر نوعاً من المخاوف، ولكنه مخاوف من نوع معين.

هناك عقار يعرف باسم سبراليكس يعتبر جيد جدّاً، ابدئي بتناوله بجرعة نصف حبة – 5 مليجرام – يومياً لمدة أسبوعين، ويفضل أن تتناوليه بعد الأكل، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى 5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

بجانب أن تبعثي الطمأنينة في نفسك وتتناولي هذا الدواء عليك أيضاً أن تنشغلي بأمور الحياة الأخرى، عيشي الحياة بأمل وقوة، أنت موظفة كوني مبدعة في عملك، تواصلي اجتماعيّاً، حاولي أن تشغلي نفسك بالاطلاع وبالقراءات المختلفة، وبالمشاركة في هموم الأسرة وهموم الأمة..، هذا كله يصرف عنك هذا الشعور بالخوف.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق وأن يطيل عمرك في عمل الخير.

وبالله التوفيق.