أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعلاقة بين تناول الطعام والأدوية تختلف من دواء إلى دواء ونوعية الأطعمة التي يتناولها الإنسان، هنالك أدوية يوصى بتناولها قبل الطعام؛ لأن ذلك يساعد في امتصاصها، وهنالك أدوية ينصح بتناولها بعد تناول الطعام، لأنها ربما تؤدي إلى نوع من سوء الهضم، أو زيادة في إفراز الأحماض إذا تناولها الإنسان وهو جائع، وهذا ينطبق بالطبع على الزيروكسات.

الزيروكسات من الأدوية الممتازة والفعّالة جدّاً كما تعلم، ولكنه ربما يسبب عسرا بسيطاً في الهضم، وزيادة في إفراز الأحماض في المعدة إذا تناوله الإنسان وهو جائع، ولذا ننصح بتناوله بعد تناول الأكل، هذا الإفراز الحمضي يحدث في الأيام الأولى لتناول الدواء، وبعد ذلك لا يحدث مطلقاً.

بالنسبة للشاي الأخضر لا يتفاعل أي تفاعل سلبي مع هذا الدواء أبداً، بل على العكس يرى البعض أن الشاي ربما يرفع من درجة اليقظة؛ لأنه يحتوي على مادة الكافيين، وهذه الأدوية ربما تؤدي إلى نوع من التهدئة، إذن هنا يكون في نوع من التعادل في الفعالية (ما بين الدواء المنبه – الكافيين الذي يوجد في الشاي – والدواء المثبط أو المهدئ قليلاً – وهو الزيروكسات) إذن تناوله على بركة الله ولا يوجد أي تناقض مطلقاً.

هنالك بعض الأدوية التي ينصح ألا يتناول الإنسان معها أطعمة معينة، هنالك مجموعة من أدوية الاكتئاب القديمة تعرف باسم (Maois)، هذه المجموعة فيها أربعة أو خمسة أدوية يمنع معها تماماً أن يتناول الإنسان الأجبان أو الألبان المخمرة، لأنها تحتوي على مادة تعرف باسم (تيرامين) وهذه المادة ربما تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم إذا تناولها الإنسان مع هذه الأطعمة، بخلاف ذلك لا توجد أي أدوية نفسية يشكل الطعام بالنسبة لامتصاصها أو إفرازها أو انتشارها في الدم أي نوع من التفاعل السلبي.

هذا هو الذي أود أن أقوله، وتناول على بركة الله ما تشاء من الشاي، وهو شاي يقال أنه طيب جدّاً، وأود أن أؤكد لك أنه لا تأثير سلبي مطلقاً من تناوله وتناول الدواء في نفس الوقت، وبارك الله فيك.

وبالله التوفيق.