أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق وآثاره على الجسم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله.
قبل أكثر من سنة تقريباً ونتيجة لضغوط العمل وأعباء الحياة تعرضت لنوع من القلق الذي ظهر على شكل إرهاق وإعياء عام على الجسم، وضيق في التنفس، وارتفاع في الضغط، راجعت الطبيب ووصف لي علاج زيروكسات (20 ملجم) وكانت جرعة البداية حبة واحدة يومياً، واستمريت عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفف الطبيب الجرعة إلى نصف حبة يومياً، وبعد مضي ثلاثة أشهر خففت الجرعة من تلقاء نفسي إلى ربع حبة يومياً، وبعد مرور شهر كامل بدأت أحس بإعياء ذهني مع ملاحظة أنه لم تعد تظهر الأعراض الأولى قبل العلاج.

ونتيجة لذلك فقد عدت آخذ حبة واحدة يومياً، والآن لي ما يقارب الستة أشهر وأنا مستمر على حبة واحدة.

- فهل الإعياء الذهني الذي أحسست به ناتج عن تخفيف العلاج إلى ربع حبة أم لا؟ أم أنه أحد الآثار الانسحابية للعلاج؟

- حسب ما ترى ما هي الطريقة الأمثل لترك العلاج؟ وهل أنا بحاجة لعلاج آخر يساعدني على تركه؟ خاصة أنني متحسن بنسبة 100 % الآن والحمد لله.

وكما ذكر لي الطبيب بأن كل ما أعاني منه هو قلق خفيف ظهر على شكل إعياء وإرهاق على الجسم، وأنه لا يعد حالتي حالة مرضية.

- حبذا لو تقدم بعض النصائح فيما يتعلق بعلاج الزيروكسات، وفيما يتعلق بالقلق بشكل عام.
هذا وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بكل أسف قد أثير الكثير عن الزيروكسات وأنه يسبب آثاراً انسحابية شديدة، هذا الأمر قد اختلط على الكثير من الناس، والحقائق العلمية التي هي موثقة أن الزيروكسات من الأدوية الممتازة جدّاً، ولكنه بالطبع يتطلب التدرج في إيقافه؛ لأن الإنسان إذا لم يتدرج في إيقافه ربما يسبب ذلك نوعا من القلق والتوتر وشعور عام بالإعياء، والمدة المطلوبة لسحب الزيروكسات تعتمد على الجرعة.

أنا أرى أن أفضل طريقة هي أن يخفض الإنسان الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، ثم بعد ذلك حين يأتي للنصف حبة الأخيرة فمن الأفضل أن يتناوله ربع حبة لمدة أسبوعين، ثم ربع حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين.

هذه الطريقة حقيقة لا تعطي أي مجال لأي آثار انسحابية، الذي أراه ربما يكون قد حدث لك آثار انسحابية، أو ربما تكون أيضاً قد حدث لك تنشيط للأعراض الأولى – أعراض القلق والتوتر – حيث أنه ربما يكون لديك الاستعداد أصلاً، بالرغم من أنك ذكرت أن الأعراض التي ظهرت عليك هي ذات طابع مختلف، ولكن القلق قد يتشكل وقد يتلون، إذن ربما يكون هذا من القلق، وأضيف عليه افتقادك للزيروكسات.

والافتقاد النفسي أيضاً يسبب آثاراً انسحابية، أي هنالك آثار انسحابية تعتمد على التركيبة الكيميائية للدواء، ولكن هنالك أيضاً آثار انسحابية نفسية؛ حيث أن الإنسان إذا افتقد شيئاً قد استفاد منه في الماضي فهذا ربما يؤدي إلى نوع من التفاعل السلبي، وهذا هو الذي يحدث مع هذا الدواء.

هنالك طريقة ممتازة جدّاً حقيقة لتجنب هذه الآثار الانسحابية، يعتبر البروزاك من الأدوية القريبة في فعاليتها للزيروكسات وإن لم يكن مطابقاً، البروزاك لا يسبب أي آثار انسحابية؛ وذلك لأنه يبقى في الدم عن طريق إفرازاته الثانوية لمدة أطول، أنا أنصح الكثير من الإخوة الذين يعانون من انسحاب الزيروكسات أنصحهم دائماً حين نخفف الجرعة إلى النصف نضيف كبسولة واحدة من البروزاك، ثم بعد أن يتوقف الزيروكسات بصفة تامة يستمر الإنسان على البروزاك لمدة أسبوع بمعدل كبسولة يومياً، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة أسبوع، ثم يتوقف عن البروزاك أيضاً، وهذا لا يؤدي إلى أي نوع من الانسحاب.

وعلى الإنسان أيضاً أن يلجأ إلى البدائل الأخرى، وهي الرياضة، والاسترخاء، التفكير الإيجابي، كلها إن شاء الله تؤدي إلى عدم حدوث أي آثار انسحابية أو معاودة الأعراض الأساسية للمرض خاصة مرض القلق.

بالنسبة للمعلومات العامة عن الزيروكسات، الزيروكسات هو حقيقة من الأدوية الممتازة والفعّالة جدّاً وظل موجودا الآن بالأسواق لمدة العشر سنوات، وهو في الأصل وجد أنه مفيد لعلاج الاكتئاب، ثم بعد ذلك أثبت فعاليته لعلاج القلق وكذلك الوساوس القهرية والمخاوف، خاصة المخاوف الاجتماعية، كما أنه يساعد الرجال الذين يعانون من سرعة القذف، يساعدهم في تخير القذف، وهو من الأدوية السليمة جدّاً والممتازة جدّاً، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه ربما يؤدي إلى نوع من آثار الانسحاب، وهنالك قلة قليلة من الرجال ربما يفتقدون الرغبة الجنسية لدرجة بسيطة، وإن كان هذا الأمر أيضاً فيه الكثير من الخلاف ولا يحدث ذلك مطلقاً للنساء.

الزيروكسات لا ينصح بإعطائه لليافعين والشباب دون سن السابعة عشر؛ لأن هنالك حالات قد سجلت نوعا من تولد العنف لدى هؤلاء الشباب، كما أن هنالك حالات محاولة الانتحار أو انتحار كامل قد سجلت، ولكنها هذه حالات قليلة جدّاً.

بالنسبة للقلق هو طاقة نفسية مطلوبة لدى كل إنسان حتى ينجح وحتى يكون لديه الدافعية، ولكن القلق قد يزيد وقد يشد حتى يصبح ظاهرة مرضية، والقلق له مكوناته الجسدية منها العرق، الشعور بالتشنج في عضلات الجسم، الزيادة في ضربات القلب، الصداع، الآلام الجسدية العامة، وهنالك الجوانب النفسية وهي أن يشعر الإنسان أنه غير مطمئن وأنه قلق، وأنه يعاني من ضعف في التركيز، وأنه في سباق مع نفسه ومع الزمن، وأنه مهموم خاصة فيما يتعلق بالأشياء المستقبلية، وأنه أصبح يجسم ويضخم الصغائر، وهكذا، هذه هي الأعراض العامة للقلق النفسي.

وهنالك شخصيات قلقة بطبيعتها، وهنالك مواقف يحس فيها الإنسان أنه قلق أكثر، هنالك عدة أنواع من العلاج للقلق، منها التفريغ النفسي والتعبير عن الذات، ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، تنظيم النوم، وأخذ الأدوية المضادة للقلق، وحتى الأدوية المضادة للاكتئاب في مجملها تفيد كثيراً في علاج القلق النفسي، القلق النفسي قد يكون مصحوباً بالاكتئاب، وقد يكون مصحوبا لأمراض أخرى كالوساوس القهرية، والمخاوف، وحتى بعض مرضى الفصام يعانون نوعا من القلق النفسي، القلق لا يعتبر مرضاً عقلياً ولكنه يعتبر حالة نفسية، وفي بعض الناس ربما يكون ظاهرة بسيطة جدّاً.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2453 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1214 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ