أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (لا تزوج نفسها إلا بغي) وجاء في الحديث الشريف: (لا نكاح إلا بولي) وقد صدقت في قولك: (فكيف أتزوجه بدون علم أهلي) وليتك سألت نفسك: كيف تعرفت عليه دون علم أهلي؟

وأرجو أن تكون بداية التصحيح بالتوبة النصوح، ولا مانع بعد ذلك من إشراك والداك وأهلك في الأمر، فإذا لمستم جدية الشاب فلا مانع من ترتيب أمر الزواج بالسفر إليه أو بمجيئه إليكم، ولا يخفى عليكم أهمية التعرف على أهله وأسرته بعد معرفة دينه وأخلاقه، ثم طلب الرؤية الشرعية والتأكد من وجود القبول والانطباع الحسن، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

وكم تمنينا أن تبتعد فتياتنا عن شباب الإنترنت، والسعيدة من وعظت بغيرها، وذلك لأن عالم الإنترنت مليء بالذئاب، والفتاة سريعة التأثر، والغواني يغرهن الثناء، ومن هنا فنحن نحذر فتياتنا من سرعة الانسياق وراء الكلمات الخادعة، والتقحم في نيران ما يسمى بالحب، ولست أدري كيف يحصل الحب بهذه السرعة، وكيف تنساق الفتاة مع دعوى الحب التي في الغالب تكون من جانب واحد، وكيف ترضى بحب دون وجود روابط شرعية.

ونحن نتمنى أن يوافق الوالد والأسرة على السفر لمقابلة الشاب وأسرته لإتمام مراسيم الزواج، مع ضرورة التأكد من قدرة الشاب على تحمل المسئولية وموافقة أسرته على الارتباط بك، فإن ذلك خير عون بعد توفيق الله على تحقيق السعادة الزوجية، مع ضرورة الابتعاد عن الشباب قبل الزواج وبعده، ووضع الإنترنت في أماكن مكشوفة كالصالات، ومراقبة رب الأرض والسموات.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، والله الموفق.